responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الازمنه والامكنه نویسنده : المرزوقي الأصفهاني، أبو علي    جلد : 1  صفحه : 343


ثم يقسمه سحابة بين منتظريه وطالبي الانتفاع به ، كما يشاء فيعطي كما يحرم ويهب كما يمنع ، مقلَّبا اللَّيل والنّهار ، ومبدّلا الظَّلم والأنوار ، واعتبروا ففي ذلك عبرة لأولي الأبصار .
قوله : يزجي يعيد سوفا على رفق ، لذلك قال عدي : ويزجي بعد الهذين جهة شمال كما يزجي الكسير . لأنّ الكسير يرفق به . والرّكام : الغليظ المتلبّد المتطارف ، والودق : الماء والفعل منه ودق .
و قوله : * ( مِنْ جِبالٍ فِيها مِنْ بَرَدٍ ) * [ سورة النّور ، الآية : 43 ] فكلّ مستحجر صلب غليظ يوصف بأنّه جبل وجبال . ومنه قوله تعالى : * ( والْجِبِلَّةَ الأَوَّلِينَ ) * [ سورة الشّعراء ، الآية : 184 ] وقوله تعالى : * ( مِنْ جِبالٍ فِيها مِنْ بَرَدٍ ) * [ سورة النّور ، الآية : 43 ] أراد من جبال برد فيها ، وهذا على التّكثّر كما يقال : عند فلان جبال من المال . والمراد أنّ ما ينزله من الغيث يكون ذائبا وجامدا فيقسمه بين الخلق على ما يرى من مصالحهم وإنّما قال تعالى : * ( يَكادُ سَنا بَرْقِه يَذْهَبُ بِالأَبْصارِ ) * [ سورة النّور ، الآية : 43 ] لأنّ الضّوء الباهر إذا أديم النّظر إليه أضرّ بالعين ، وكذلك الشيء الأبيض كالثّلج وما أشبهه .
فصل من كلام الأوائل في البرد والطَّلّ والدّمق قالوا : إنّ البرد إنّما يكون في البخار الحار إذا أصابه برد الهواء وذلك لتنافر الحرارة والبرودة . فإذا أصاب البرد السّحاب انقبض الماء في داخل السّحاب من كثرة حرارة ذلك البخار ، فيجمد في جوف السّحاب ، وذلك لمضادة الحرّ للبرد ولذلك إنّما يكون البرد في الأيام الحارة لمضادة الحرّ البرد .
فأمّا في الأزمنة الباردة والبلاد الشّديدة البرد وإن كان البرد منتشرا في جميع الأماكن ، فليس يقع هناك مضادة الحر للبرد فلا يكون بردا . فأمّا اختلاف خلقها فمن قبل بعده وقربه من الأرض : فإن كان بعيدا من الأرض كان صغير الحب وذلك لأنّه يذوب فيما بين مخرجه وبلوغه إلى الأرض ، فيصغر قدره ويستدير .
فأمّا ما كان قريبا من الأرض فإنّه ينزل سريعا فلا يستدير لكن يبقى كثيرا مختلف الشّكل ، وإن كان الصّغر والكبر فيه تبع قدر الماء ، وكونه مضغوطا في السّحاب ، وربما كان علَّة كبر القطر من قبل قوّة الرّيح فيضغط أشدّ ضغط فهذا ما في البرد .

نام کتاب : الازمنه والامكنه نویسنده : المرزوقي الأصفهاني، أبو علي    جلد : 1  صفحه : 343
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست