أراد أنّها حملت أوّل حملها . ويقال : أتانا بعدما متع النّهار الأكبر ، يريد بعدما علا النّهار واستجمع النّهار . وذكر بعضهم : متع النّهار متوعا إذا ارتفع ، وذلك قبل الزّوال . و انتفح النّهار وذلك قبل نصف النّهار ، وفي قبل النّهار أي في أوّله وفي الضّحاء الأكبر . و أتيته شدّ النّهار ، وذلك حين ارتفع النّهار . قال عنترة :
عهدي به شدّ النّهار كأنمّا * خضب اللَّيان ورأسه بالعظلم
و إذا العانة في كهر الضّحى * دونها أحقب ذو لحم زيم
وقال ابن أحمر في نحر النّهار :
ثم استهلّ علينا واكف همع * في ليلة نحرت شعبان أو رجبا
وحكى قطرب : ( الجون ) النّهار . قال والجون في لغة قضاعة الأسود وفيما يليها الأبيض . وفعلته في شباب النّهار - وفي نحر النّهار - وفي وجه النّهار - وفي هادي النّهار ، وهادي كلّ شيء مقدمه - وفي القيظ الهاجرة - وهو قبل الظهّر بقليل ، وسمّيت هاجرة ، لأنّ السّير يهجر فيها ، وجعل الهجران للوقت على المجاز ، ويقال : هجر القوم وتهجّروا أي ارتحلوا بالهاجرة . وأهجروا دخلوا في الهاجرة . والظَّهيرة نصف النّهار في القيظ حتى تكون الشّمس بحيال رأسك فتركد . وركودها أن تدوم حيال رأسك كأنّها لا تريد أن تبرح . و أتيته في فرع النّهار : أي في أوّله ، وحكى : بئس ما أفرعت أي ابتدأت . والفرعة أول نتاج النّاقة . ويقال : أفعل هذا في تلع الضّحى أي في ارتفاعها . ويقال : تلع النّهار : أي ارتفع . وتلع الظَّبي أخرج رأسه من الكناس وأتلع رأسه فنظر . كما يقال : طلع وأطلع . و أتيته حدّ الظَّهيرة وفي نحر الظَّهيرة قال :
حدّ الظَّهيرة حتى ترحلوا أصلا * إنّ السقاء له رمّ وتبليل
وجئته في الظَّهيرة وعند الظَّهيرة وبعضهم يجعله على تصرّفه من الظَّهور وبعضهم من الإظهار وهو شدّة الحر ، وحكى أبو سعيد السّكري يقال : صلَّينا عقب الظَّهيرة ، وأعقاب الظَّهيرة أي تطوعا بعد الفريضة . وجئت في عقب النّهار إذا جئت وقد مضى وكذلك عقبانه ، وجئت في عقبه ومعقبا إذا جئت وقد بقيت منه بقية . و أتيته عند اصمقرار الظَّهيرة : أي حين اصمقرّت الشّمس وصخدت . وزرته بالهجير ، وعند آخر الهجير قال العجّاج شعرا :