ثعلب : الأمة مائة سنة فما زاد . ويقال : إنّ الملوين اللَّيل والنّهار . ومنهم من يقول هما اختلافهما وأنشد شعرا :
نهار وليل دائم ملواهما * على كلّ حال المرء يختلفان
قال أحمد : لو كان الملوان اللَّيل والنّهار لم يضافا إلى ضميرهما من حيث لا يضاف الشّيء إلى نفسه ، ولكن يريد تكثّر الدّهر واتّصاله بهما . ومضت ملوة من الدّهر - وملوة وزمنة - ومدة طبقة - وساعة طبق - ومدة طبق - والمراد من كلَّه الطول وجمع مليء إملاء وجمع طبق أطباق . ويقال : انتظرته مليّا من الدّهر أي متّسعا منه فهذا صفة استعمل استعمال الأسماء . ويقال تملَّيت حينا أي عشت معه ملاوة وقال التّوزي : يقال : ملاوة وملاوة وملاوة والملأ المتّسع من الأرض . قال : الأغنياني : وارفعا الصوت بالملاء . وفي القرآن : * ( وأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ ) * * [ سورة الأعراف ، الآية : 183 ] . و قال ثعلب : الحقب واحد وهو بلغة قيس سنة . وقال غيره : الحقب ثمانون سنة والحقبة السّنة . وقال يونس في قوله :
إني أرى لك أكلا لا يقوم له * من الحليفة إلا الأزلم الجذع
وبعض يقول الأزنم - ويقال : الأزلم المتجاذع . ويقال : خروف متجاذع إذا كرب يجذع . وقال :
ما زال ذاك الداب حتّى رأيتهم * يعزون سنّ الأزلم المتجاذع
وإنمّا سمّي جذعا لأنّه أبدا جديد . ولذلك قال بعضهم : سن الدّهر سن الحسل أي : لا يزال جذعا لا يطري عليه سنّ أخرى فينتقل إليها ويقولون : لا أفعله سنّ الدّهر - وسنّ الضّب - وسن الحمل - والمعنى واحد . وقوله : الأزلم والأزنم يراد به ما يتعلق به من الحوادث بممرّه ومتصرّفاته ، ويقال : أفعل ذلك غدا أو سلعة إذا كان بعد الغد أو قريبا منه . فصل [ في أن عادا سمّت الشّهور بأسماء ] ذكر ابن الكلبي أنّ عادا سمّت الشّهور بأسماء ، وجاء عن أبي عمرو الشّيباني والفّراء وقطرب والأصمعي وابن الأعرابي وغيرهم من العلماء وفاق في بعضها واختلاف في بعضها ، وربما كان الاختلاف في التّرتيب ، وربما اختلفوا في بناء الكلمة ووضعها وصرفها وترك صرفها ، كتركهم الصّرف للشّمس والشّمال فقالوا : هذه شمس بازغة ، وهذه شمال باردة . و قال الشّاعر حالفا : أما وشمس لتحصنهم دما وقال :