responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الازمنه والامكنه نویسنده : المرزوقي الأصفهاني، أبو علي    جلد : 1  صفحه : 184


عامك بما يخرج من قابل ، وهو أن يزيد على الدّين ، ويؤخّر في الأجل ، ويقال : أتيته ذات عويم : أي العام ، ويقال : أعوام عوم وعام عايم على التّوكيد ، كما يقال : شعر شاعر ، وهو عامي إذا أتى عليه عام . قال العجّاج : من أن شجاك طلل عامي .
فصل [ في تعريف العام والسنة ] قال قطرب : العام لما أنت فيه ، وقابل للثّاني لأنّه يستقبلك ، وجمعه قوابل وقباقب للعام الثّالث ، ومقبقب للعام الرّابع . قال : وكان أبو عمرو بن العلاء يعرف مقبقبا في العام الرّابع ، وجمعه القباقب بفتح أوّله ، وهذا كما قيل : عذافر وعذافر وجوالق وجوالق ، وأنشدنا أبو علي في قابل وهو من أبيات الكتاب :

فقال : امكثي حتّى يسار لعلَّنا * نحجّ معا قالت أعاما وقابله ؟

ومما يسأل عنه أن يقال : من أين جاز أن يقال عاما أوّل ، ولا يوما أوّل ، ولا سنة أولى . والجواب : أنّ قولهم عاما أوّل مما عمدوا فيه إلى تخصيصه بشيء لا يكون في غيره ، اعتمادا على التّعارف ، لأنّ المعنى : عاما أوّل من عامي ، فلَّما كانت الكلمة متداولة وكانت الحاجة إلى كثرة استعمالها ماسّة حذفوا وأوجزوا معتمدين على علم المخاطب ، والنيّة الإتمام ، ومثل هذا الاختصاص قولهم : اليوم فعلت كذا ، جعلوه ليومك الذي أنت فيه ، ولا يقولون : لقيته الشّهر ، ولا السّنة ، وقد قالوا أيضا : لقيته العام وإن كان العام بمعنى السّنة قال :

يا أيّها العام الذي قد رابني * أنت الغداء لذكر عام أوّلا

فإن قيل : ولم احتجّ إلى من حتى قدرت في قولك : عاما أوّل أنّ أصله عاما أوّل من عامي . قلت : إنّما افتقر الكلام إلى من لأنّهم أرادوا أن يبيّنوا في أفعل ابتداء الزّيادة من أي شيء كان ليعرف حدّه ومبتدؤه . أ لا ترى أنّ معنى قولك : زيد أفضل من عمرو أنّ ابتداء زيادة فضله من فضل عمرو ، فهو حدّه . وأوّله ، فكذلك قولهم : عاما أوّل فاعلمه .
و اعلم أنّ حيث في الأمكنة بمنزلة حين في الأزمنة ، بدلالة أنّه يقع على كل مكان ، لا جهة من الجهات السّت إلَّا ولإبهامه يقع عليها ، واحتاج في الاستعمال إلى جملتين : جملة يضاف إليها ، وجملة تفيد حدثا يقع فيه ، كما أنّ حين يقع على كلّ زمان . ولذلك أضيف إلى الجمل الخبرية من الابتداء ، والخبر والفعل والفاعل والشّرط والجزاء ، كما فعل ذلك بإذ وأخواته - وإن كان ذلك خارجا من شروط الأمكنة ، لأنّ المكان إذا جاء بهما حكمه أن يضاف إلى مفرد يخصّصه ، فلمّا تناهى حيث في الإبهام لانتظامه جميع الجهات ، ولم يضف إلى مستحقّه من مفرد يخصّصه بل أضيف إلى جملة ، صار هو مضافا إليها في حكم المفرد

نام کتاب : الازمنه والامكنه نویسنده : المرزوقي الأصفهاني، أبو علي    جلد : 1  صفحه : 184
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست