responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الازمنه والامكنه نویسنده : المرزوقي الأصفهاني، أبو علي    جلد : 1  صفحه : 175


فإن قيل : إنّ ضحى إذا أريد به ضحى يومه مثل عتمة ، وقد دخله لام التّعريف في قوله : أبصرته في الضّحى يرمي الصّعيد به .
و في قوله : نؤوم الضّحى قلت : إنّ هذا قد خرج من أن يكون ظرفا لمكان الإضافة إليه ، ودخول حرف الجر عليه فاعلمه ، فإن قيل : لم خصّ بعض أسماء أوائل النّهار بأن جعل علما وبعضها بأن جعل معدولا من دون أسماء أجزائه الباقية ؟ قلت : لمّا كانت المواعد والحاجات استمرّت العادة في أنّها أكثر ما تعلق تعلق بأوائل النّهار دون أوساطه وأواخره .
و كثر الاستعمال فيها لذلك استيجز فيها ما لم يستجز في غيرها من التّغيرات ، يشهد لهذا أنّهم أقاموا مقام الأزمنة ما ليس منها ، وذلك كالمصادر نحو خفوق النّجم ، وخلافة فلان ، وكصفات الزّمان نحو : قليل وكثير وقديم وحديث . وهذا ما حضر في قولهم سحر وغدوة وبكرة ونظائرها وفيه كفاية .
فصل في المحدود من الزّمان وغير المحدود قال أبو عمرو وغيره : الزّمان ستة أشهر ، والحين ستة أشهر ، قال اللَّه تعالى : * ( تُؤْتِي أُكُلَها كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّها ) * [ سورة إبراهيم ، الآية : 25 ] وحكى ثعلب عن ابن الأعرابي : الزّمان عندهم أربعة أشهر ويقال : شيء مزمن أي أتى عليه زمان ، وكان الزّمانية فيه لامتدادها .
و قال ابن الأعرابي : يقال من الزّمان زمنة ، وزمن ومن الزّمانة أيضا يقال : به زمنة وزمن ، ويقال : لقيته في الزّمن بين الزّمنين ، ألا تراه قد حدّ للَّقاء وقتا ، وللفراق وقتين ، وكلّ قريب ، ويقال : لقيته زامت الزّمين أي ساعة في مدة من الدّهر يسيرة . وقال غيرهم : الحين الوقت في كلّ عدد ، والملا غير مهموز مثله ، ويقال : الحين سبع سنين ، واحتجّ بقوله تعالى : * ( لَيَسْجُنُنَّه حَتَّى حِينٍ ) * [ سورة يوسف ، الآية : 35 ] وقيل هو أربعون سنة لقوله تعالى :
* ( هَلْ أَتى عَلَى الإِنْسانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ ) * [ سورة الإنسان ، الآية : 1 ] وذاك أنّه روي في الخبر أن آدم عليه السّلام أتى عليه بعد خلق اللَّه إيّاه وهو طين أربعون سنة ثم نفخ فيه ولم يدر ما هو .
و قيل : الحين ثلاثة أيّام لقوله تعالى : * ( إِذْ قِيلَ لَهُمْ تَمَتَّعُوا حَتَّى حِينٍ ) * [ سورة الذّاريات ، الآية : 43 ] فكان فيما روى ذلك القدر . وقال آخرون : ثلاث مرّات في اليوم لأنّه تعالى قال :
* ( فَسُبْحانَ الله حِينَ تُمْسُونَ ) * [ سورة الروم ، الآية : 17 ] إلى و * ( حِينَ تُظْهِرُونَ ) * [ سورة الروم ، الآية : 18 ] قالوا : وهذا يقتضي أن يكون في قوله تعالى : * ( ولَكُمْ فِيها جَمالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وحِينَ تَسْرَحُونَ ) * [ سورة النّحل ، الآية : 6 ] غدوة وعشية قال الشيخ : المحصّل الصّحيح أنّ قولهم : الحين لما يتطاول من الزّمان ويتقاصر ويكون محدودا أو غير محدود .

نام کتاب : الازمنه والامكنه نویسنده : المرزوقي الأصفهاني، أبو علي    جلد : 1  صفحه : 175
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست