responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الازمنه والامكنه نویسنده : المرزوقي الأصفهاني، أبو علي    جلد : 1  صفحه : 152


* ( بِرَبِّ الْمَشارِقِ والْمَغارِبِ ) * [ سورة المعارج ، الآية : 40 ] والمشرقان مشرقا الشّتاء والصّيف ، وكذلك المغربان مغرباهما ، والمشارق مشارق الأيام ، وهي جميعا بين المشرقين ، وكذلك المغارب هي مغارب الأيّام وهي بين المغربين ، فمشرق الصّيف مطلع الشّمس في أطول يوم من السّنة .
قال أبو حنيفة : وذلك قريب من مطلع السّماك الرّامح ، بل مطلع السّماك الرّامح أشدّ ارتفاعا في الشّمال منه قليلا . وكذلك مغرب الصّيف هو على نحو ذلك من مغرب السّماك الرّامح ، ومشرق الشّتاء مطلع الشّمس في أقصر يوم من السّنة ، وهو قريب من مطلع قلب العقرب ، بل هو أشدّ انحدارا في الجنوب من مطلع قلب العقرب قليلا ، وكذلك مغرب الشّتاء على نحو ذلك من مغرب قلب العقرب . فمشارق الأيّام ومغاربها في جميع السّنة بين هذين المشرقين والمغربين .
فإذا طلعت الشّمس من أخفض مطالعها في أقصر يوم من السّنة لم تزل بعد ذلك ترتفع في المطالع ، فتطلع كلّ يوم من مطلع فوق مطلعها بالأمس ، طالبة مشرق الصّيف فلا تزال على ذلك حتى تتوسّط المشرقين ، وذلك عند استواء اللَّيل والنّهار في الرّبيع ، فذلك مشرق الاستواء ، وهو قريب من مطلع السّماك الأعزل ، بل هو أميل منه قليلا إلى مشرق الصيّف من مطلع السمّاك الأعزل .
ثم تستمرّ على حالها من الارتفاع في المطالع إلى أن تبلغ مشرق الصّيف الذي هو منتهاه ، فإذا بلغته كرّت راجعة في المطالع منحازة نحو مشرق الاستواء ، حتّى إذا بلغته استوى اللَّيل والنّهار في الخريف ، ثم استمرّت منحدرة حتى تبلغ منتهى مشارق الشّتاء الذي هو منتهاه . فهذا دأبّها ، وكذلك شأنها في المغارب على قياس ما بيّناه في المطالع .
فأمّا القمر فإنّه يتجاوز في مشرقيه ومغربيه مشرقي الشّمس ومغربيها ، فيخرج عنهما في الجنوب والشّمال قليلا ، فمشرقاه ومغرباه أوسع من مشرقي الشّمس ومغربيها ، وإذا أهلّ الهلال في منزلة من المنازل أهلّ في الشّهر الثّاني في المنزلة الثّالثة ، ثم لا يزال بعد مهلَّه ينقل كلّ ليلة إلى منزلة ، حتّى يستوفي منازله في ثمان وعشرين ليلة ثم يستسر ، فلا يرى حتى يهلّ .
فربما كان حلوله المنازل بالمقارنة لها إمّا بالمجامعة ، وإمّا بالمحاذاة من فوقها أو أسفل منها ، وذلك المكالحة ، يقال : كالح القمر وربّما قصر واقتحم فنزل بالفرج والفرجة ما بين المنزلين ، ويقال له الوصل أيضا ، وهو يغيب في ليلة مهلَّه في أدنى مفارقته الشّمس لستّة أسباع تمضي من اللَّيل .
ثم يتأخّر غروبه كلّ ليلة مقدار ستّة أسباع حتّى يكون غروبه في اللَّيلة السّابعة نصف

نام کتاب : الازمنه والامكنه نویسنده : المرزوقي الأصفهاني، أبو علي    جلد : 1  صفحه : 152
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست