responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الازمنه والامكنه نویسنده : المرزوقي الأصفهاني، أبو علي    جلد : 1  صفحه : 115


لا أدلج [1] اللَّيل ولكن أبتكر ويقال : ليلة وليال فكأنها جمعت على ليلات وإن لم يستعمل ومثله أهال في جمع أهل وإنما هو في تقدير أهلي ، وعلى هذا قالوا في التّصغير ليلة والقياس في جمع ليلة ليلاء ليال ليل والأصل لول لأنه فعل مثل حمراء وحمر ، لكنّهم حاموا على الياء لئلا يلتبس بنات الياء ببنات الواو ، ومثله قولهم بيض وعين في جمع بيضاء وعيناء وما أنشده الكسائي من قول الكميت :

و لدنك والبدر ابن عائشة التي * أضاء ابنها مستحلكات اللَّيايل

فإنه أراد اللَّيالي ، فقلب ، وقدم الياء فلما وليت الألف همزت كما قيل : صحايف ومثله فيما قلبوه ترقوة وترائق والأصل تراقي .
و اعلم أنّهم يتوسعّون في ذكرهم اليوم ، واللَّيلة ألا تراهم يقولون : فلان اليوم يعد من الرؤساء وكان في الدّهر الأول على كذا ، واليوم هو خلافه ، وإنما يعنون الزّمان وكما قال تعالى : * ( فِي يَوْمٍ كانَ مِقْدارُه أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ ) * [ سورة السجدة ، الآية : 5 ] يعني القيامة ، وليس ما أشار إليه من صورة ما نعدّه في شيء وقال الشّاعر :

يومان يوم مقامات وأندية * ويوم سير إلى الأعداء تأويب

فقسم دهره يومين ، ويقال : الناس أغراض اللَّيالي ويراد الأحداث ومثله من الذي يسلم على الليالي والأيام فأما قوله تعالى : * ( ومَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَه إِلَّا مُتَحَرِّفاً ) * [ سورة الأنفال ، الآية : 16 ] فاليوم يعم أجزاء اللَّيل والنّهار ، والزّجر به حاصل في كل جزء من أجزاء الزّمان وعلى هذا قوله :

يا حبذا العرصات * يوما في ليال مقمرات

يريد وقتا وزمانا في ليال وكذلك قوله تعالى : * ( وتِلْكَ الأَيَّامُ نُداوِلُها بَيْنَ النَّاسِ ) * [ سورة آل عمران ، الآية : 140 ] أي نجعل الدّول في الأزمان فتحول وتنقل بين الناس على حسب استحقاقهم أو سببا لامتحانهم . وقد سمّت العرب وقعاتها أياما فيقولون لنا : يوم كذا ويوم كذا ، وساغ ذلك لوقوعها فيها .
فصل آخر [ في بيان قوله اللَّيلة لليلتك التي أنت فيها ، والبارحة لليلة يومك الذي أنت فيه ] يقال : اللَّيلة لليلتك التي أنت فيها ، والبارحة لليلة يومك الذي أنت فيه ، وقد مضت



[1] أدلج : سار اللَّيل كلَّه أو في آخره .

نام کتاب : الازمنه والامكنه نویسنده : المرزوقي الأصفهاني، أبو علي    جلد : 1  صفحه : 115
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست