responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الازمنه والامكنه نویسنده : المرزوقي الأصفهاني، أبو علي    جلد : 1  صفحه : 103


فصل في ماهية الزّمان ذكر بعض القدماء أن الزمان هو دوران الفلك ، وقال أفلاطون : هو صورة العالم متحركة بعد صورة الفلك . وقال آخر : هو مسير الشّمس في البروج حكى جميع ذلك النّوبختي ، ووجوه هذه الأقوال تتناسب . وحكى أبو القاسم عن أبي الهذيل أنّ للزمان مدى ما بين الأفعال ، وأنّ اللَّيل والنّهار هما الأوقات لا غيره . وزعم قوم أنه شيء غير اللَّيل والنّهار ، وغير دوران الفلك ، وليس بجسم ولا عرض ، ثم قالوا : لا يجوز أن يخلق اللَّه شيئا إلَّا في وقت ، ولا يفنى الوقت فيقع أفعال لا في أوقات ، لأنه لو فني الوقت لم يصح تقدم بعضها على بعض ، ولا تأخّر بعضها عن بعض ، ولم يبين ذلك فيها وهذا محال .
و قال بعض المتكلَّمين : الزّمان تقدير الحوادث بعضها ببعض ، ويجب أن يكون الوقت والموقت جميعا حادثين ، لأن معتبرهما بالحدوث لا غير ، ولذلك لم يصح التّوقيت بالقديم تعالى ثم مثل ، فقال : أ لا ترى أنك تقول : غرد الديك وقت طلوع الفجر ، وتقول : طلع الفجر وقت تغريد الدّيك ، فيصير كلّ واحد من طلوع الفجر وتغريد الدّيك وقتا للآخر ومبينا به للمخاطب حدوثه وهذا على حسب معرفته بأحدهما وجهله بالآخر ، لأنّ ذلك في التوقيت لا بدّ منه . وقال المحصّل من النّحويين الزمان ظرف الأفعال وإنما قيل ذلك لأن شيئا من أفعالنا لا يقع إلا في مكان وإلا في زمان وهما الميقات .
قال الخليل : الوقت مقدار من الزّمان وكلّ شيء قدرت له حينا فهو موقت ، وكذلك ما قدرت له غاية فهو موقت ، قال تعالى : * ( إِلى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ ) * * [ سورة الحجر ، الآية : 38 ] والميقات مصير الوقت قال تعالى : * ( فَتَمَّ مِيقاتُ رَبِّه أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ) * [ سورة الأعراف ، الآية : 142 ] والآخرة ميقات الخلق ومواضع الإحرام مواقيت الحج وفي التّنزيل : * ( يَسْئَلُونَكَ عَنِ الأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَواقِيتُ لِلنَّاسِ والْحَجِّ ) * [ سورة البقرة ، الآية : 189 ] والإهلال ميقات الشّهر وفي القرآن : * ( وإِذَا الرُّسُلُ أُقِّتَتْ لأَيِّ يَوْمٍ أُجِّلَتْ ) * [ سورة المرسلات ، الآية : 11 - 12 ] وإنما هي وقّتت ويقال : وقت موقوت وموقت . والزّمان قد يعلم باسمه . وقد يبين بصفاته ، فالأول كالسّبت والأحد ورمضان وشوّال ، والثّاني كقولك الخميس الأدنى ، والجمعة الآتية ، وقد يبين بقرينة تضاف إليه كقولك : عام الفيل ، ووقت ولاية فلان . وقد يقصد المتكلم بيان قدر الوقت أو صورته أو اتصاله أو انقطاعه بما يكون نكرة كقولك فعلته ليلا وثابرت عليه حولا ، وأقمت عنده شهرا .
و في الاتصال والانقطاع يقولون : فعلته ليلا ونهارا أو غدوا وعشيا وزرته ذات مرة وبعيدات بين . فأما قول من قال : هو الفلك بعينه فقد أخطأ ، لأنّ الأفلاك كبيرة في الحال وليست الأزمنة كبيرة في الحال ، لأنّ الزّمان ماض ومستقبل وحاضر ، والفلك ليس كذلك ،

نام کتاب : الازمنه والامكنه نویسنده : المرزوقي الأصفهاني، أبو علي    جلد : 1  صفحه : 103
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست