يهجو ، فيضم الواو ويجريها مجرى الصحيح ، فاذا جزم سكنها ؛ فيكون علامة
الجزم على هذا القول سكون الواو من يهجو ، كما أسكن الآخر ياء يأتى فى موضع الجزم
؛ فقال :
*ألم يأتيك والأنباء تنمى*
وكأنه ممن يقول
: هو يأتيك ، بضم الياء ، وقد يتوجه عندى أن يكون على إشباع الضمة ، وكأنه أراد لم
تهج فحذف الواو للجزم ، ثم أشبع ضمة الجيم فنشأت بعدها واو» انتهى.
و «هجوت»
بالخطاب من الهجو ، وهو الذم ، و «زبّان» ـ بالزاى المعجمة والباء الموحدة ـ : اسم
رجل ، واشتقاقه من الزّبب وهو كثرة الشعر وطوله ، وثم للترتيب وتراخى الزمان ،
أشار إلى أن اعتذاره من هجوه إنما حصل بعد مدة ، و «من» متعلقة بالحال وهو معتذر ،
وقوله «لم تهجو ولم تدع» مفعولهما محذوف :
أى لم تهجوه
ولم تدعه ، وتدع مجزوم ، وكسرت العين للقافية ، والمعنى أنك هجوت واعتذرت فكأنك لم
تهج ، على أنك لم تدع الهجو ، وقال العينى : والجملتان كاشفتان لما قبلهما ؛ فلذا
ترك العاطف بينهما وأراد بهذا الكلام الانكار عليه فى هجوه ثم اعتذاره عنه ؛ حيث
لم يستمر على حالة واحدة.