إظهار شاذ : فإما أن تثبت فى أحد الوزنين شبهة الاشتقاق دون الآخر ، أو
فيهما معا ، أو لا تثبت فى شىء منهما ؛ فإن ثبتت فى أحدهما ، فإما أن يعارضها أغلب
الوزنين أولا ، فإن عارضها بمعنى أن أغلبهما يقتضى زيادة أحدهما وشبهة الاشتقاق
تقتضى زيادة الآخر ؛ فالأولى الحكم بالشبهة ، لأن ارتكاب إثبات تركيب مهمل أصعب ،
وقيل : الأولى الحكم بأغلب الوزنين ، وذلك كما فى رمّان ، قال الأخفش : هو فعّال ،
وإن كان تركيب (ر م ن) مهملا [١] ، لأن فعّالا أكثر من فعلان ، وإن لم يعارضها ـ وذلك
بتساوى الوزنين إن اتفق ذلك ، أو بكون الأغلبيّة مساعدة للشبهة فى الحكم بزيادة
حرف كموظب ومعلى فإن مفعلا أكثر من فوعل وفعلى وبجعلهما فوعلا وفعلى يلزم إثبات
تركيب مهمل ـ حكم بشبهة الاشتقاق اتفاقا ، فإن ثبتت شبهة الاشتقاق فيهما : فإما أن
يكون أحدهما أغلب الوزنين ، أولا ، فان تساويا احتملهما ، كأرجوان [٢] ، فإن أفعلان فى القلة كأسحوان وأقحوان [٣] مثل فعلوان كعنفوان [٤] وعنظوان [٥] ، وإن كان أحدهما أغلب فإما أن يعارضه أقيس الوزنين ،
أولا ، فان عارضه اختلف كما فى مورق ، وترجيح الأغلب أولى ، وخاصة فى الأعلام ؛
لأن خلاف الأقيسة
[١] هذا الذى ذكره
المؤلف من أن تركيب (ر م ن) مهمل هو الموافق لما فى كتب اللغة ، لكن نقل الجار
بردى عن ابن الحاجب فى شرح المفصل أنه يحتمل أن يكون رمان من «رم م» أو من «رمن»
بمعنى أقام ، وعلى ذلك فلا تعارض بين الغلبة وشبهة الاشتقاق فى رمان
[٢] الأرجوان :
الأحمر الشديد الحمرة ، وقال الزجاج : الأرجوان صبغ أحمر شديد الحمرة