قوله «بمعنى فعّل» أى : يكون للتكثير كفعل ، نحو «ضاعفت الشّىء» أى : كثرت
أضعافه كضعّفته ، و «ناعمه الله» كنعمّه : أى كثر نعمته [١] بفتح النون.
قوله «بمعنى فعل» كسافرت بمعنى [٢] سفرت : أى خرجت إلى السفر ولا بد فى «سافرت» من
المبالغة كما ذكرنا ، وكذا «ناولته الشىء» أى : نلته إياه ـ بضم النون ـ أى أعطيته
، وقرىء (إن الله يدفع) و (ويدافع)
وقد يجىء بمعنى
جعل الشىء ذا أصله كأفعل وفعّل ، نحو «راعنا سمعك» أى : اجعله ذا رعاية لنا كأرعنا
، و «صاعر خدّه» أى : جعله ذا صعر [٣] و «عافاك الله» أى جعلك ذا عافية ، و «وعاقبت فلانا» أى
: جعلته ذا عقوبة
وأكثر ما تجىء
هذه الأبواب الثلاثة متعدية.
قال : «وتفاعل
لمشاركة أمرين فصاعدا فى أصله صريحا نحو تشاركا ، ومن ثمّ نقص مفعولا عن فاعل ،
وليدلّ على أنّ الفاعل أظهر أنّ أصله حاصل له وهو منتف عنه نحو تجاهلت وتغافلت ،
وبمعنى فعل نحو توانيت ، ومطاوع فاعل نحو باعدته فتباعد».
[٢] ظاهر هذه العبارة
أن الثلاثى من هذه المادة مستعمل ، ويؤيده ما فى الصحاح واللسان ، قال ابن منظور :
«يقال : سفرت أسفر (من باب طلب وضرب) سفورا : خرجت إلى السفر ، فأنا سافر ، وقوم سفر
، مثل صاحب وصحب» اه.
لكن قال المجد فى القاموس : «ورجل سفر
وقوم سفر وسافرة وأسفار وسفار : ذوو سفر ، لضد الحضر ، والسافر : المسافر ، لا فعل
له» اه
[٣] الصعر ـ بفتحتين ـ
: ميل ـ بفتحتين ـ فى الوجه ، وقيل : فى الخد خاصة ، وربما كان خلقة فى الانسان ،
يقال : صعر خده وصاعره ؛ إذا أماله من الكبر ، قال الله تعالى : (وَلا تُصَعِّرْ
خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحاً)