قال : «وفعل
لأفعال الطّبائع ونحوها كحسن وقبح وكبر وصغر فمن ثمّة كان لازما ، وشذّ رحبتك
الدّار : أى رحبت بك. وأمّا باب سدته فالصّحيح أنّ الضّمّ لبيان بنات الواو لا
للنّقل ، وكذا باب بعته. وراعوا فى باب خفت بيان البنية»
أقول : اعلم أن
فعل فى الأغلب للغرائز ، أى : الأوصاف المخلوقة كالحسن والقبح والوسامة والقسامة [١] والكبر والصّغر والطّول والقصر والغلظ والسّهولة
والصّعوبة والسّرعة والبطء والثّقل والحلم والرّفق ، ونحو ذلك
وقد يجرى غير
الغريزة مجراها ، إذا كان له لبث [٢] ومكث نحو حلم وبرع [٣] وكرم وفحش
قوله «ومن ثمة كان لازما» لأن الغريزة لازمة لصاحبها ، ولا تتعدى إلى غيره هكذا قيل.
وأقول : أيش المانع [٤] من كون الفعل المتعدى طبيعة أو كالطبيعة
[١] الوسامة : أثر
الحسن ، وهى الحسن الوضىء الثابت أيضا ، والوسيم : الثابت الحسن ، كأنه قد وسم ،
والقسامة : الحسن ، يقال : رجل مقسم الوجه ، أى جميل كله كأن كل موضع منه أخذ قسما
من الجمال
[٢] اللبث ـ بفتح
اللام وضمها مع إسكان الباء فيهما ـ : المكث أو الابطاء والتأخر. قال الجوهرى :
مصدر لبث لبث (بفتح فسكون) على غير قياس ، لأن المصدر من فعل (بالكسر) قياسه
التحريك إذا لم يتعد ، وقد جاء فى الشعر على القياس ، قال جرير :
وقد أكون على الحاجات ذالبث
و أحوذيّا إذا انضمّ الذّعاليب
[٣] برع (بضم الراء) : تم فى كل فضيلة وجمال ، وفاق أصحابه فى
العلم وغيره
[٤] أيش : أصلها أى
شىء ، فخففت بحذف الياء الثانية من أى الاستفهامية ، وحذف