إلا أن الإشباع
فى استكان لازم عند هذا القائل ، بخلاف ينباع ، وقيل : استفعل من الكون ، وقيل :
من الكين ، والسين للانتقال ، كما فى استحجر : أى انتقل إلى كون آخر : أى حالة
أخرى : أى من العزة إلى الذلة ، أو صار كالكين ، وهو لحم داخل الفرج : أى فى اللين
والذلة
قال : «ففعل
لمعان كثيرة ، وباب المغالبة يبنى على فعلته أفعله ـ بالضم ـ نحو كارمنى فكرمته
أكرمه ، إلا باب وعدت وبعت ورميت ؛ فإنّه أفعله ـ بالكسر ـ وعن الكسائىّ فى نحو
شاعرته فشعرته أشعره ـ بالفتح»
أقول : اعلم أن
باب فعل لخفته لم يختص بمعنى من المعانى ، بل استعمل فى جميعها ؛ لأن اللفظ إذا خف
كثر استعماله واتسع التصرف فيه
ومما يختص بهذا
الباب بضم مضارعه باب المغالبة ، ونعنى بها أن يغلب أحد الأمرين الآخر فى معنى
المصدر ، فلا يكون إذن إلا متعديا. نحو : كارمنى فكرمته أكرمه : أى غلبته بالكرم ،
وخاصمنى فخصمته أخصمه ، وغالبنى فغلبته أغلبه ، وقد يكون الفعل من غير هذا الباب
كغلب وخصم وكرم ، فاذا قصدت هذا المعنى نقلته إلى هذا الباب ، إلا أن يكون المثال
الواوىّ كوعد ، والأجوف
[١] هذا البيت من
معلقة عنترة بن شداد العبسى. وينباع : أصله ينبع (كيفتح) فأشبعت فتحة الباء فصارت
ألفا. والذفرى ـ بكسر فسكون مقصورا ـ الموضع الذى يعرق من الابل خلف الأذن.
والغضوب : الناقة الصعبة الشديدة. والجسرة : الضخمة القوية. والزيافة : المتبخترة
فى مشيها. والفنيق : الفحل المكرم من الابل والمكدم : المعضوض ، وروى المقرم ، وهو
الذى لا يذلل ولا يحمل عليه لكرمه وعتقه