قوله «وأما جندل وعلبط» يعنى أن هذين ليسا بناءين للرباعى ، بل هما فى الأصل من
المزيد فيه ؛ بدليل أنه لا يتوالى فى كلامهم أربع متحركات فى كلمة ، ألا ترى إلى
تسكين لام نحو ضربت لما كان التاء كجزء الكلمة ، قال سيبويه : الدليل على أن هدبدا
[١] وعلبطا مقصورا هدابد وعلابط أنك لا تجد فعللا إلا ويروى فيه فعالل كعلابط
وهدابد ودوادم [٢] فى دودم ، وكما أن المذكورين ليسا ببناءين للرباعى ، بل
فرعان للمزيد فيه ، فكذا عرتن ـ بفتحتين بعد هماضمة ـ وعرتن ـ بثلاث فتحات ـ ليسا
بلغتين أصليتين ، بل الأول مخفف عرنتن بحذف النون ، والثانى مخفف عرنتن ، كما أن
عرتنا ـ بفتح العين وإسكان الراء وضم التاء ـ فرع عرنتن بحذف النون وإسكان الراء ؛
وعرنتن : نبت ، وفيه ست لغات عرنتن وعرتن فرعه. وعرتن فرع الفرع ، وعرنتن ، وعرتن
فرعه ، وعرتن فرع الفرع
وزاد محمد بن
السّرىّ فى الخماسى خامسا وهو الهندلع لبقلة ، والحق الحكم بزيادة النون ؛ لأنه
إذا تردد الحرف بين الأصالة والزيادة والوزنان باعتبارهما نادران فالأولى الحكم
بالزيادة لكثرة ذى الزيادة كما يجىء ، ولو جاز أن يكون هندلع فعللا لجاز أن يكون
كنهبل [٣] فعللا ، وذلك خرق لا يرقع فتكثر الأصول
فاذا نزع الهاء أحال
اعتقاده الأول عما كان عليه ، وجعل الألف للتأنيث فيما بعد ، فيجعلها للالحاق مع
تاء التأنيث ، ويجعلها للتأنيث إذا فقد الهاء اه
[١] قال فى اللسان :
الهدبد والهدابد اللبن الخاثر (الحامض) جدا. وقيل : ضعف البصر
[٢] الدودم والدوادم
: شىء شبه الدم يخرج من شجر السمر
[٣] الكنهبل ـ بفتح
الباء وضمها ـ شجر عظام وهو من العضاه ، قال سيبويه : أما كنهبل فالنون فيه زائدة
لأنه ليس فى الكلام على مثال سفرجل (بضم الجيم)