كأسود وأحمر ، والصفة ـ كما ذكرنا ـ إذا صغرت فالتصغير راجع إلى ذلك الوصف
المضمون ، لا إلى الموصوف ؛ فالتصغير فى «ما أحيسنه» راجع إلى الحسن ، وهو تصغير
التلطف كما ذكرنا فى نحو بنيّ وأخىّ ، كأنك قلت هو حسين ، وقوله
ولما كان أفعل
التعجب فعلا على الصحيح لم يمنعه تصغيره عن العمل ، كما يمنع فى نحو ضويرب على ما
يجىء.
قوله «والمراد المتعجب منه» أى : مفعول أحيسن ؛ فإذا قلت «ما أحيسن زيدا» فالمراد
تصغير زيد ، لكن لو صغرته لم يعلم أن تصغيره من أى وجه هو ؛ أمن جهة الحسن ، أم من
جهة غيره؟ فصغرت أحسن تصغير الشفقة والتلطف ؛ لبيان أن تصغير زيد راجع إلى حسن ؛
لا إلى سائر صفاته.
قال : «ونحو
جميل وكعيت لطائرين وكميت للفرس موضوع على التّصغير».
أقول : جميل
طائر صغير شبيه بالعصفور [٢] ، وأما كعيت فقيل هو البلبل ، وقال المبرد : هو شبيه
بالبلبل وليس به.
وإنما نطقوا
بهذه الأشياء مصغرة لأنها مستصغرة عندهم ، والصغر من لوازمها فوضعوا الألفاظ على
التصغير ، ولم تستعمل مكبراتها ، وقولهم فى جمع جميل
[١] سبق فى أول هذا
الباب القول فى شرح هذا البيت (أنظر ص ١٩٠ ه ١)
[٢] فى اللسان : «قال
سيبويه : الجميل البلبل ، لا يتكلم به إلا مصغرا فأذا جمعوه قالوا : جملان»