وشوائع [١] والمهاة وأصلها الماهة [٢] ، وأمهيت الحديد [٣] فى أمهته ، ونحو جاء عند الخليل ؛ وقد يقدّم متلوّ
الآخر على العين نحو طأمن وأصله طمأن [٤] لأنه من الطّمأنينة ، ومنه اطمأنّ يطمئنّ اطمئنانا ،
وقد تقدّم العين على الفاء كما فى أيس وجاه وأينق والآراء والآبار والآدر [٥] ، وتقدّم اللام على الفاء كما فى أشياء على الأصح ، وقد
تؤخر الفاء عن اللام كما فى الحادى وأصله الواحد
الثلاثة فيما ورد
مجرورا بالكسرة ، فأما المرفوع والمنصوب فلا تتوارد عليه ، بل إن كان المرفوع
بالضمة والمنصوب بالفتحة على الحرف الصحيح فلا يجىء الا أحد الوجهين ، وإن كان على
غير ذلك فهو على ما ذكر آخرا ليس غير
[١] شوائع : جمع
شائعة ، تقول : أخبار شائعة وشوائع إذا كانت منتشرة ، وكذا تقول شاعية وشواع
بالقلب ، وتقول : جاءت الخيل شوائع وشواعى : أى متفرقة
[٢] الماهة : واحدة
الماه ، وهو الماء ، قاله فى اللسان ، والمهاة ـ بفتح الميم ـ الحجارة البيض التى
تبرق ، وهى البلورة التى تبص لشدة بياضها ، وهى الدرة أيضا ، والمهاة ـ بضم الميم ـ
ماء الفحل ، وإذا استقرأت أمثلة القلب المكانى علمت أنه لا بد بين معنى اللفظ
المقلوب والمقلوب عنه من المناسبة لكن لا يلزم أن يكون هو نفسه ، بل يجوز أن يكون
مما شبه بمعنى المقلوب عنه أو من بعض أفراده ، قال ابن منظور : «المهو من السيوف :
الرقيق ، وقيل : هو الكثير الفرند ، وزنه فلع ، مقلوب من لفظ ماه ، قال ابن جنى :
وذلك لأنه أدق حتى صار كالماء» اه
[٣] تقول : أمهيت
الحديدة إذا سقيتها الماء وأحددتها ورققتها وتقول : اماه الرجل السكين وغيرها إذا
سقاها الماء وذلك حين تسنها به ، ومثل ذلك قولهم فى حفر البئر أمهى وأماه إذا
انتهى إلى الماء
[٤] طأمن الرجل الرجل
: إذا سكنه ، والطمأنينة : السكون ، والذى ذهب إليه المؤلف من أن طأمن مقلوب عن
طمأن هو ما ذهب إليه أبو عمرو بن العلاء وسيبويه ذهب إلى أن طمأن مقلوب عن طأمن ،
انظر اللسان فان فيه حجة الأمامين وتفصيل المذهبين
[٥] الجاه : المنزلة
والقدر عند السلطان : وأصله وجه قدمت العين فيه على الفاء ثم حركت الواو ؛ لأن
الكلمة لما لحقها القلب ضعفت فغبروها بتحريك ما كان ساكنا