كقولهم مثلا «كل واو أو ياء إذا تحركت وافتح ما قبلها قلبت ألفا» والحق أن هذه الأصول
هى التصريف ، لا العلم بها [١]
قوله «أبنية الكلم» المراد من بناء الكلمة ووزنها وصيغتها هيئتها التى يمكن أن
يشاركها فيها غيرها ، وهى عدد حروفها المرتبة وحركاتها المعينة وسكونها مع اعتبار
الحروف الزائدة والأصلية كلّ فى موضعه ؛ فرجل مثلا على هيئة وصفة يشاركه فيها عضد [٢] ، وهى كونه على ثلاثة أولها مفتوح وثانيها مضموم ، وأما
الحرف الأخير فلا تعتبر حركته وسكونه فى البناء ، فرجل ورجلا ورجل على بناء واحد ،
وكذا جمل على بناء ضرب ؛ لأن الحرف الأخير لحركة الإعراب وسكونه وحركة البناء
وسكونه ، وإنما قلنا «يمكن أن يشاركها» لأنه قد لا يشاركها فى الوجود كالحبك ـ بكسر
الحاء وضم الباء ـ فانه لم يأت له نظير [٣] ، وإنما قلنا «حروفها المرتبة» لأنه إذا تغير النظم
والترتيب تغير الوزن ،
[١] يريد الاعتراض
على ابن الحاجب حيث قال «التصريف علم بأصول» ولم يقل التصريف أصول ، وذلك أن عبارة
ابن الحاجب تشعر بأن التصريف غير الأصول المذكورة ، مع أنه نفس الأصول المذكورة ،
والحق أن عبارة ابن الحاجب مستقيمة ، ولا وجه للاعتراض المذكور عليها ، وذلك أنه
قد تقرر عند العلماء أن لفظ العلم يطلق إطلاقا حقيقيا على الأصول والقواعد ، وهى
القضايا الكلية التى يتعرف منها أحكام جزئيات موضوعها ، وعلى التصديق بهذه الأصول
والقواعد ، وعلى ملكة استحضارها الحاصلة من تكرير التصديق بها ، فقول ابن الحاجب «التصريف
علم بأصول» يجوز أن يراد من العلم فيه القواعد ، فتكون الباء فى قوله «بأصول»
للتصوير ، وأن يراد منه التصديق فتكون الباء للتعدية ، وأن يراد منه ملكة
الاستحضار فتكون الباء للسببية إلا أن القواعد سبب بعيد للملكة ، والسبب القريب
التصديق بها
[٢] العضد ـ كرجل
وفلس وعنق وقفل وكتف ـ من الأنسان وغيره الساعد وهو ما بين المرفق إلى الكتف
[٣] الحبيكة ـ كسفينة
ـ الطريق فى الرمل ونحوه ، واسم الجمع حبيك ، والجمع