الفتنة ، قال
الله تعالى : (بِأَيِّكُمُ
الْمَفْتُونُ) أى : الفتنة ، على قول ، وخالف [١]
قال فى القاموس : «رجع
يرجع رجوعا ، ومرجعا ـ كمنزل ـ ومرجعة شاذان ؛ لأن المصادر من فعل يفعل (كضرب يضرب)
إنما تكون بالفتح ، ورجعى ورجعانا بضمهما ، انصرف. ورجع الشىء عن الشىء وإليه رجعا
ـ ومرجعا كمقعد ومنزل ـ صرفه ورده» اه. وتقول : جاء يجىء جيئا ومجيئا ، إذا أتى.
قال فى اللسان : «والمجىء شاذ ، لأن المصدر من فعل يفعل (كضرب يضرب) مفعل بفتح
العين ، وقد شذت منه حروف فجاءت على مفعل كالمجىء والمحيض والمكيل والمصير» اه.
والعيب والعاب والمعاب والمعابة والمعيب : أن تصم الرجل ، وفعله عاب يعيب ، وهو
لازم ومتعد ، ومن هذا تعلم أن اقتصار المؤلف على الكسر فيه غير مستقيم ، هذا ، وقد
مثل المؤلف نفسه بالمعذرة لما جاء فيه الضم والكسر ؛ فكيف مثل به ههنا لما جاء
بالكسر وحده ، وتقول : أوى له يأوى ـ كروى يروى ـ أوية وأية ومأوية ومأواة ، إذا
رق له ورئى ، قال زهير :
بان الخليط ولم يأووا لمن تركوا
ومنه تعلم تقصير المؤلف فى التمثيل به
لما جاء بالكسر وحده
[١] قد ذكر المؤلف
كما ذكر غيره فى هذه الآية وجهين ، والحقيقة أن فيها ثلاثة أوجه : الأول : أن
الباء زائدة ، وأى مبتدأ ، والمفتون اسم مفعول بمعنى المجنون خبر المبتدأ ،
والثانى : أن الباء أصلية بمعنى فى ، والجار والمجرور متعلق بمحذوف خبر مقدم
والمفتون اسم مفعول أيضا بمعنى المجنون مبتدأ مؤخر. والثالث : أن الباء للملابسة
والجار والمجرور خبر مقدم والمفتون مصدر بمعنى الجنون مبتدأ مؤخر. والمعنى الفتنة
ملابسة لأى الفريقين من المسلمين والكفار