قوله «تكريم وتكرمة» تفعيل فى غير الناقص مطرد قياسى ، وتفعلة كثيرة ، لكنها
مسموعة ، وكذا فى المهموز اللام ، نحو تخطيئا وتخطئة ، وتهنيئا وتهنئة ، هذا عن
أبى زيد وسائر النحاة ، وظاهر كلام سيبويه أن تفعلة لازم فى المهموز اللام كما فى
الناقص ، فلا يقال تخطيئا وتهنيئا ، وهذا كما ألحق أرأيت بأقمت [١] ، وأما إذا كان لام الكلمة حرف علة فانه على تفعلة لا
غير ، وذلك
فمصدره على فعللة ،
ويجوز أيضا أن يرتكب قياس واحد لجميع الرباعى والمزيد فيه ، وهو أن يقال : ننظر
إلى الماضى ونزيد قبل آخره ألفا ، فان كان قبل الآخر فى الماضى متحركان كسرت
أولهما فقط كما تقول فى أفعل إفعال ، وفى فعلل فعلال ، وفى فعلى فعلاء ، وفى فاعل
فيعال ، وفى فعل فعال ، وإن كان ثلاث متحركات كسرت الأولين كانفعال وافتعال
واستفعال وافعلال وافعيلال إذ أصل ماضيهما افعلل وافعالل ، وتفعال ـ بكسر التاء
والفاء وتشديد العين ـ وليس هذا بناء على أن المصدر مشتق من الفعل ، بل ذلك لبيان
كيفية مجىء المصدر قياسا لمن اتفق له سبق علم بالفعل ، والأشهر فى مصدر فعل وفعلل
وفاعل وتفعل خلاف القياس المذكور ، وهو تفعيل وفعللة ومفاعلة وتفعل ، وأما فعال فى
مصدر فاعل كقتال فهو مخفف القياسى ، إذ أصله قيتال ، ولم يأت فى تفعلل وتفاعل وما
ألحق بتفعلل من تفوعل وتفيعل ونحوهما إلا خلاف القياس كالتفعلل والتفاعل» اه
[١] المقصود إلحاق أرأيت
بأقمت فى حذف الوسط وهو عين الكلمة وإن كان سبب الحذف فى أقمت موجودا وهو التخلص
من التقاء الساكنين ، وليس موجودا فى أرأيت ، إلا أنهم لما استثقلوا الهمزة فى أرأيت
مع كثرة استعمال هذه الكلمة نقلوا فتحتها إلى الساكن قبلها ، ثم خففوها بقلبها
ألفا ، ثم حذفوها تخلصا من التقاء الساكنين ، قال سيبويه (ح ٢ ص ٢٤٤): «ولا يجوز
الحذف أيضا فى تجزئة وتهنئة وتقديرهما تجزعة وتهنعة لأنهم ألحقوهما بأختيهما من
بنات الياء والواو كما ألحقوا أرأيت بأقمت حين قالوا أريت» اه