مطرد ؛ فلذلك لا تفتح عين مضارع فعل يفعل ـ بضم العين ـ نحو وضؤ [١] يوضؤ ، ولا فى ذوات الزوائد مبنية للفاعل أو للمفعول ،
نحو أبرأ يبرئ [٢] ، واستبرأ يستبرئ [٣] ، وأبرئ واستبرئ ، وذلك لكراهتهم خرم قاعدة ممهّدة ،
وإنما جاز فى مضارع فعل لأنه لم يلزم هذا المضارع ضمّ أو كسر ، بل كان يجىء تارة
مضموم العين ، وتارة مكسورها ، فلم يستنكر أيضا أن يجىء شىء منه يخالفهما ، وهو
الفتح ، ولما جاء فى مضارع فعل ـ بالكسر ـ مع يفعل ـ بالكسر ـ يفعل ـ بالفتح ـ وهو
الأكثر ، كما يجىء ، جوّزوا تغيير بعض المكسور إلى الفتح لأجل حرف الحلق ، وذلك فى
حرفين وسع يسع [٤] ووطىء يطأ ، دون ورع يرع ووله يله ووهل يهل ووغر يغر
ووحر يحر [٥] ، وإنما
وهنأت الأبل أهنؤها ،
إذا طليتها بالهناء ـ وهو ضرب من القطران ـ ، وقد جاء فيه يهنئها ويهنؤها (من بابى
ضرب ونفع) ، وجاء هنأنى الطعام يهنئنى ويهنؤنى (من بابى ضرب ونفع أيضا) ؛ إذا أتاك
بغير تعب ولا مشقة
[١] تقول وضؤ يوضؤ
وضاءة ؛ إذا صار وضيئا ، والوضاءة : الحسن والنظافة
[٢] تقول : أبرأته من
كذا ، وبرأته أيضا (بالتضعيف) ؛ إذا خلصته
[٣] الاستبراء :
الاستنقاء (أى طلب النقاء والبراءة) ، والاستبراء أيضا : ألا يطا الجارية حتى تحيض
عنده حيضة
[٤] السعة : نقيض
الضيق ، وقد وسعه يسعه ويسعه (بفتح السين وكسرها) : وكسر السين فى المضارع قليل فى
الاستعمال مع أنه الأصل ، فأصل الفعل بكسر العين فى الماضى والمضارع ، وإنما فتحها
فى المضارع حرف الحلق ، والدليل على أن أصلها الكسر حذف الواو ، ولو كانت مفتوحة
العين فى الأصل لثبتت الواو وصحت أو قلبت ألفا على لغة من يقول ياجل. وتقول : وطىء
الشىء يطؤه وطئا ؛ إذا داسه ، قال سيبويه : «أما وطىء يطأ فمثل ورم يرم ولكنهم
فتحوا يفعل وأصله الكسر كما قالوا قرأ يقرأ» ا ه