وكأنه محذوف
الجار : أى يغرندى على ، ويسرندى على : أى يغلب ويتسلط
واعلم أن
المعانى المذكورة للأبنية المذكورة ليست مختصة بمواضيها ، لكنه إنما ذكرها فى باب
الماضى لأنه أصل الأفعال
قال : «المضارع
بزيادة حرف المضارعة على الماضى ؛ فإن كان مجرّدا على فعل كسرت عينه أو ضمّت أو
فتحت إن كان العين أو اللّام حرف حلق غير ألف ؛ وشذّ أبى يأبى ، وأمّا قلى يقلى
فعامريّة [١] وركن
جنى والسخاوى وابن
هشام ، ولم ينسبه واحد منهم ، ويروى : ـ
قد جعل النّعاس يغرندينى
أدفعه عنّى ويسرندينى
ويغرندينى ويسرندينى كلاهما بمعنى
يغلبنى ؛ وقد اختلف العلماء فى تخريجه ، فجعله جماعة كالمؤلف من باب الحذف
والايصال ، وجعله ابن هشام شاذا ، وجعله ابن جنى صحيحا لا شذوذ فيه ، وقسم افعنلى
إلى متعد ولازم ، قال : «افعنليت على ضربين متعد وغير متعد ، فالمتعدى نحو قول
الراجز (وذكر البيت) ، وغير المتعدى نحو قولهم : احرنبى الديك» اه ومثله للسخاوى
فى شرح المفصل ، والجوهرى فى الصحاح.
[١] الذى فى اللسان :
«قلاه يقليه (كرماه يرميه) ، وقليه يقلاه (كرضيه يرضاه). وحكى سيبويه قلاه يقلاه (كنهاه
ينهاه) قال : وهو نادر ، وله نظائر حكاها ، شبهوا الألف بالهمزة ، وحكى ابن
الأعرابى لغة رابعة وهى قلوته أقلوه (كدعوته أدعوه) ، وأنكرها ابن السكيت فقال :
يقال قلوت البر والبسر وبعضهم يقول قليت ، ولا يكون فى البغض إلا قليت» اه كلامه
ملخصا. وقوله «وله نظائر» منها أبى يأبى ، وغشى يغشى ، وشجى يشجى ، وجبى يجبى ، كل
هذه قد جاءت فى بعض اللغات بفتح عين الماضى والمضارع. وقوله : «شبهوا الألف
بالهمزة» هذا وجه آخر غير الذى ذكره المؤلف ، وحاصله أن فتح العين فى الماضى ليس
للاعلال ولكن لاقتضاء ما أشبه حرف الحلق إياها ، وسيأتى بيان ما ذكره المؤلف