والأغلب فى
تفعّل معنى صيرورة الشىء ذا أصله كتأهّل وتألّم وتأكّل وتأسّف وتأصّل وتفكّك
وتألّب : أى صار ذا أهل ، وألم ، وأكل : أى صار مأكولا ، وذا أسف ، وذا أصل ، وذا
فكك [١] وذا ألب [٢] فيكون مطاوع فعّل الذى هو لجعل الشىء ذا أصله ، إما
حقيقة كما فى ألّبته فتألّب وأصّلته فتأصل ، وإما تقديرا كما فى تأهل ؛ إذ لم
يستعمل أهّل بمعنى جعل ذا أهل
وقد يجىء تفعّل
مطاوع فعّل الذى معناه جعل الشىء نفس أصله ، إما حقيقة أو تقديرا ، نحو تزبّب
العنب ، وتأجّل الوحش [٣] وتكلّل : أى صار إكليلا [٤] : أى محيطا
[١] الفكك ـ بفتح
الفاء والكاف ـ انفساخ القدم وانكسار الفك وانفراج المنكب استرخاء وضعفا ، وهو أفك
المنكب.
[٢] الألب : مصدر ألب
القوم إليه ـ كضرب ونصر ـ إذا أتوه من كل جانب. والألب أيضا الجمع الكثير من الناس
، وأصله المصدر فسمى به ؛ قال حسان بن ثابت للنبى
صلىاللهعليهوسلم: ـ
النّاس ألب علينا فيك ليس لنا
إلّا السّيوف وأطراف القناوزر
[٣] الأجل ـ بكسر الهمزة وسكون الجيم ـ : القطيع من بقر الوحش
والظباء ، وتأجلت البهائم : صارت آجالا ؛ قال لبيد بن ربيعة العامرى : ـ
والعين ساكنة على أطلائها
عوذا تأجّل بالفضاء بهامها
[٤] الاكليل ـ بكسر الهمزة وسكون الكاف ـ شبه عصابة مزينة بالجواهر
، وهو التاج أيضا ، ولما كان التاج والعصابة يحيط كل منهما بالرأس صح أن يسمى كل
ما أحاط بشىء إكليلا على سبيل التشبيه ، وأن يشتق له من ذلك فعل أو وصف ، من ذلك
تسميتهم اللحم المحيط بالظفر إكليلا ، ومن ذلك قولهم روضة مكللة : أى محفوفة
بالنور ، وغمام مكلل : أى محفوف بقطع من السحاب ، فتقول : تكلل النور والسحاب : أى
صار كل منهما إكليلا ، أى محيطا. ولم نعثر على الفعل المطاوع (بفتح الواو) لهذا
إلا فى شعر لا يحتج به ، فالظاهر أن المؤلف مثل بتأجل الوحش وتكلل للمطاوع (بكسر
الواو) تقديرا