أبو عُبيدٍ عن
الأصْمعي : من أمثالهم ـ في تَعْجِيلِ الشّيْء ، قَبْلَ أَوَانِهِ ـ قَوْلُهُمْ : «سَبَقَ دِرَّتهِ غِرارُهُ». ومثلُه : «سَبَقَ سَيْلُه مَطَرَهُ».
ابن السّكّيت :
غَارَّتِ النَّاقةُ
غِراراً ، إذا دَرَّتْ
، ثمَّ نَفَرَتْ فَرَجَعَتِ الدِّرَّةَ. وفي مَثَلٍ : «الغِرَّةُ تَجْلِبُ الدِّرّةَ».
أبو عبيدٍ عن
أبي زَيْدٍ ـ في : كِتابِ الأمثالِ ـ قال :
من أمثالهم في الخِبْرَةِ والعِلم : «أنا
غَرِيرُكَ مِنْ هذا
الأمرِ» ، أي : اغْتَرَّنِي
فأسأَلْني عنهُ
، على غِرّةٍ ، أي : إني أنا عالمٌ بِهِ فَمَتَى سألْتَنِي عنهُ من
غَيْرِ اسْتِعْدادٍ لذلِكَ ، ولا رَوِيَّةٍ فيه ، قالَ : وقالَ الأصْمَعيُّ ـ في هذا
المثل ـ معناه : أنَّكَ لَسْتَ بِمَغْرُورٍ منِّي ، لكنِّي أنا
المَغْرُورُ ؛ وذلكَ
أنَّهُ بَلَغَني خبرٌ كانَ باطلاً ، فأخبرتُكَ بهِ ، ولم يكنْ عَلَى ما قُلْتُ لكَ
، وإنما أدَّيْتُ إليكَ كما سَمِعْتُ.
أبو عُبيد : الغَريرُ : المغْرُورُ ، والغَرَارَةُ من الغِرَّةِ ، والغِرَّةُ من بَايَعَ رَجُلاً من غيرِ اتْفاقٍ من المَلإ ، لم
يُؤَمَّرْ واحِدٌ منْهُما
تَغْرِيراً بِدَمِ
المُؤمَّرِ مِنْهُما ، لِئَلَّا يُقْتَلا ، أو أحَدُهما.
ونَصَبَ ـ تَغِرَّة ـ لأنّه مَفْعُولٌ لَهُ ، وإن شِئْتَ : مفعولٌ
مِنْ أجْلِهِ. وقولُه : أنْ يُقْتَلا ، أي : حِذَارَ أنْ يُقْتَلا.
وما عَلِمْتُ
أحَداً فَسَّرَ من حديثٍ عُمَرَ هذا ما فَسَّرْتُهُ فَتَفَهّمْهُ ، فإنه صَعْبٌ.
ورُوىَ عن
النبي صَلَى الله عليه وسلم : أنه قالَ : «لا
غِرَارَ في صَلاةٍ ،
ولا تَسْلِيمٍ».