وقال أبو سعيد
: قال أعرابي : رأَيْتُ غُدْرَاناً
تَنَاخَسُ ، وهي أن
يُفْرِغَ بَعْضُها في بَعْض كَتَنَاخُسِ
الغنَم ، إذا
أصابها البرْدُ فاستدفأ بعضها ببعضٍ.
سنخ : قال الليث : السِّنْخُ
أصْلُ كلِّ شيء
، وسِنْخُ السِّكِّينِ طَرَفُ سِيلانِهِ الدَّاخلِ في النِّصاب.
وأَسْنَاخُ الثَّنايا : أُصُولُها. وَرَجَعَ فُلَانٌ إلى سِنْخِ الكَرَم أو إلى سِنْخِه
الْخَبِيثِ وسِنْخُ الكلمة أَصْلُ بنائها.
أبو عبيد ـ عن
الفَرَّاء ـ : سَنَخَ
فلان في العلم يَسْنَخُ سُنُوخاً ، إذَا رَسَخَ فيه.
وسَنِخَ الطعام يَسْنَخُ
، وَزَنِخَ
يزْنَخُ ـ إذا تَغَيَّرَ وأَنْتَنَ ، فهو
سَنِخٌ وزَنِخٌ.
وقال غيرُه ـ في
مُنَاسَخَةِ الفَرَائض وتَنَاسُخ
الورثة ـ : وهو
مَوْتُ ورثة بعد ورثة وأصلُ الميراث قائمٌ لم يُقْتَسَمْ.
وكذلك تَنَاسُخُ الأَزْمِنة والقَرْنِ بعدَ القَرْنِ.
والنَّسْخُ اكتتابك كِتَاباً عن كِتابٍ حَرْفاً بحرف.
تقول : نَسَخْتُهُ وانْتَسَخْتهُ
، فالأصلُ نُسْخَةٌ ، والمكتوبُ منه نسخة ـ لأنه قام مَقَامَه والكاتب نَاسِخٌ ومُنْتَسِخٌ.
وقال الليثُ : النَّسْخُ أن تُزَايل أمْراً كان من قبلُ يُعْمَلُ به ثم تَنْسَخُه بحادثٍ غَيْرِه.
وقال الفرَّاء
: النَّسْخُ أن يُعْمَل بالآية ثم تُنْزَلُ آيةٌ أُخْرى فيُعْمَلُ
بها ، وتُتْرَكُ الأُولى.
وقرأ عبد الله
بن عامر : «مَا
نُنْسِخْ مِنْ آية»
بضَمِّ النّون ـ يعني ما
نُنْسِخُكَ مِن آية
والقراءة الجيِّدةُ «ما نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ»
بفتح النّون.
أبو العباس ـ عن
ابن الأعرابي ـ قال : النَّسْخُ
تبديل الشيء من
الشيء. وهو غَيرهُ.
والنَّسْخُ نقل الشيء من مكانٍ إلى مكانٍ ، وهُوَ هُوَ.
وقال أبو تراب
: قال الفراء وأبو سعيد : مَسَخه الله قرداً ، ونَسَخَهُ
قِرْداً :
بمعنًى واحد.
وقال أبو
عُمَرَ : حضَرْتُ أبا العباسِ يوماً فجاء رجُلٌ معه كتابُ الصَّلاة ، في شَطْرٍ
جُزْءٌ ، والشّطْرُ الآخرُ بياضٌ فقال له : إذا حَوَّلْتُ هذا المكتوبَ إلى الجانب
الآخر فأيُّهُما كِتَابُ الصلاة؟
فقال أبو
العباسِ : هما جميعاً كتاب الصلاة لا هذا أَوْلَى به مِنْ هذا ، ولا هذا أَوْلَى
به من هذا.