فلان شِعْره : إذا لم يُنَقِّحْه ، وأرسله كما حضره ، وكذلك سمِّي الشاعرُ مهلهِلاً.
وقال شمر : هلْهَلْتُ : تَلَبَّثتُ وتنظَّرْتُ قال : وسمي مهلهل مهلهلاً بقوله لزهير بن جَناب :
لمّا توغَّلَ
في الكُرَاعِ هَجِينُهُم
هَلْهَلْتُ
أثأَرُ جَابِراً أو صِنْبِلا
أخبرني به أبو
بكر عنه. ويقال : أهَلَّت
أرض بِعَالمها
: إذا ذكرت به ؛ وقال جرير :
هنيئاً
للمدينةِ إذْ أَهلَّتْ
بأهلِ
العِلْمِ أبدأ ثم عادا
وقال أبو عمرو
: يقال لنسج العنكبوت : الهَلَلُ
والهَلْهَلُ.
ثعلب عن ابن
الأعرابيّ : هلَ
: إذا فرح ، وهلّ : إذا صاح.
وقال في موضع
آخر : هَلَ يَهُل : إذا فرح ، وهلَ
يَهِلُ : إذا صاح.
وبنو هلال : قبيلة من العرب.
باب الهاء والنون
[هن]
[هن ، نه : مستعملان].
هن : قال الليث : هَنٌ
: كلمة يُكْنَى
بها عن اسم الإنسان ، كقولك أتاني هَنٌ
، وأتَتْنِي هَنَهْ ، النون مفتوحة في هَنَهْ
، إذا وقفت
عندها لظهور الهاء ، فإذا أدرجتها في كلام تصلها به سكَّنتَ النون ، لأنها
بُنِيَتْ في الأصل على التسكين ، فإذا ذهبت الهاء وجاءت التاء حسن تسكين النون مع
التاء ؛ كقولك : رأيت هَنْتَ
مقبلةً ، لم
تصرفها لأنها اسم معرفة للمؤنث. وهاء التأنيث إذا سكّن ما قبلها صارت تَاءً مع ألف
الفتح ؛ لأن الهاء تظهر معها ، لأنها بُنِيَتْ على إظهار صرف فيها ، فهي بمنزلة
الفتح الذي قبله ؛ كقولك : القناة ، الحياة. وهاءُ التأنيث أَصْلُ بنائها من التاء
، ولكنهم فرّقوا بين تأنيث الفعل وتأنيث الاسم ، فقالوا في الفعل : فَعَلَتْ ،
فلما جعلوها اسماً قالوا : فعلة ، وإنما وقفوا عند هذه التاءِ بالهاء من بين سائر
الحروف لأن الهاء ألْيَنُ الحروف الصِّحاح ، والتاء من الحروف الصِّحاح ، فجعلوا
البدل صحيحاً مثلها ، ولم يكن في الحروف حرفٌ أهَشُّ من الهاء ، لأنّ الهاء نَفَسٌ
، قال : وأما
هَنْ فمن العرب من
يُسَكِّن ، يجعله كقَدْ وبَلْ ، فيقول : دخلت على هَنْ
يا فتى ، ومنهم
من يقول : هَنٌ ، فيجريها مجراها ، والتنوين فيها أحسن ؛ قال رؤبة :
إِذْ مِنْ هَنٍ قَوْلٌ وقَوْلٌ مِنْ هَنِ
وأخبرني
المنذريُّ عن أبي الهيثم أنه قال : كل اسم على حَرْفَين فقد حُذِفَ منه حَرْفٌ.
قال : والهَنُ : اسم على حرفين مثل الحِرِ على حرفين. قال ومن النحويين
من يقول : المحذوفُ من الهَنِ
والهَنَةِ الواوُ ، كأنّ أصله هَنَوٌ ، وتصغيره هُنَيٌ
، لمَّا صغرته
حرّكت ثانيه ففتحته ، وجعلْتَ حروفه ياء التصغير ، ثم رَدَدْتَ الواوَ المحذوفة ،
فقلت : هُنَيْوٌ ، ثم أدغمت ياء التصغير في الواو فجعلْتَها ياءً
مُشَدَّدة ، كما قلنا في أَبٍ وأَخ إنه حذف منهما الواو ، وأصلهما أخَوٌ وأبَوٌ.
قال : ومن النحويين