عنف : قال الليث : العُنْفُ
ضد الرفق ،
يقال عَنُفَ به يَعْنُف
عُنْفاً فهو عَنيف إذا لم يكن رفيقاً في أمره. قال : وأعنفته أنا ، وعنّفته
تعنيفاً. قال : وعُنْفوان الشباب أوّل بهجته ، وكذلك عُنْفُوان النبات.
قلت : عُنْفُوان فُعْلُوان من العُنْف
ضدّ الرفق ،
ويجوز أن يكون الأصل فيه : أُنْفُوَان ، من ائتنفت الشيء واستأنفته ، إذا اقتبلتَه
، فقُلبت الهمزة عيناً ، فقيل : عُنْفوان. وسمعت بعض تميم يقول : اعتنفت
الأمر بمعنى
ائتنفته ، واعتنفنا المراعي ، أي رعينا أُنفها. وهذا كقولهم : «أعن ترسّمت»
، موضع «أأن ترسّمت». وأخبرني المنذريّ عن أبي العبَّاس أن ابن الأعرابيّ أنشده :
لم يَخْتَرِ
البَيْتَ على التعزُّبِ
ولا
اعْتِنَافَ رُجْلَةٍ عن مركب
قال :
والاعتناف الكراهة ، يقول لم يختر كراهة الرُّجلة فيركبَ ويدع الرُجْلة ، ولكنه
اشتهى الرجلة ، وأنشد في الاعتناف بمعنى الكراهة :
إذا
اعْتَنَفَتْني بلدةٌ لم أكن بها
نسيباً ولم
تُسْدَدْ عليَّ المطالب
وقال أبو
عُبَيد عن أصحابه : اعْتَنَفْتُ
الشيء : كرهته
، ووجدت له عليّ مشقّة وعُنْفاً. وقال أبو عبيدة : اعتنفت
الأمر اعتنافاً جهِلته ، وأنشد قول رؤبة : بأربع لا يَعْتَنِفْنَ
العَفْقا أي لا يجهلْن شدّة العَدْو. قال : واعتنفت
الأمر اعتنافاً أي أتيته ولم يكن لي به علم.
وقال أبو
نُخَيْلة :
نَعَيْتَ
امرأً زَيْناً إذا تُعْقَدُ الحُبَا
وإن
أُطْلِقَتْ لم تَعْتَنِفْهُ الوقائع
يريد : لم تجده
الوقائع جاهلاً بها.
وقال بن شميل :
قال الباهلي : أكلتُ طعاماً
فاعتنفتُه ، أي أنكرته.
قلت : وذلك إذا لم يوافقه.
ويقال : طريق مُعْتَنِفٌ أي غير قاصد. وقد
اعتنف اعتنافاً إذا جار ولم يقصد ، وأصله من اعتنفت
الشيء إذا
أخذته أو أتيته غير حاذق به ولا عالم.