وقال في صفة
عيسى : (وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ
لِلسَّاعَةِ) [الزخرف : ٦١] وهي قراءة أكثر القرَّاء.
وقرأ بعضهم : (وإنه
لَعَلَمٌ للساعة) المعنى أن ظهور عيسى ونزوله إلى الأرض عَلَامة
تدلّ على اقتراب الساعة.
ويقال لما
يُبنى في جَوَادِّ الطريق من المنار التي يستدلّ بها على الطريق : أعلام ، واحدها عَلَم. والعَلَم : الراية التي إليها يجتمع الجند. والعَلَم : عَلَم
الثوب ورَقْمه
في أطرافه. والمَعْلَم
: ما جعل علامة
وعَلَماً للطرق والحدود ؛ مثل أعلَام الحرَم ومعالمه المضروبة عليه.
وفي الحديث : «تكون
الأرض يوم القيامة كقُرْصة النَقيّ ليس فيها
مَعْلَم لأحد». وذكر
سَلَمة عن الفرّاء : العُلام : الصَقْر.
قال :
العُلَاميّ : الرجل الخفيف الذكيّ ، مأخوذ من العُلَام.
وقال الليث :
العُلَام : الباشِق ، وهو ضرب من الجوارح. وأما العُلّام ـ بتشديد اللام ـ فإن أبا
العباس رَوَى عن ابن الأعرابيّ أنه الحِنّاء. قلت : وهو صحيح.
وقال أبو عُبيد
: المَعْلَم : الأثر ، وجمعه المعالِم.
ويقال : أعلمت الثوب إذا جعلت فيه علامة أو جعلت له عَلَماً. وأعلمت
على موضع كذا
من الكتاب علامة.
أبو عبيد عن
الأحمر : عالمَني فلان فعلَمتُه
أَعْلُمُه ـ بالضمّ ـ وكذلك
كل ما كان من هذا الباب بالكسر في يفعِل فإنه في باب المغالبة يرجع إلى الرفع ؛
مثل ضاربته فضربته أضربه. وعلمت
يتعدى إلى
مفعولين. ولذلك أجازوا
علمتُنِي كما قالوا :
ظننتُني ورأيتُني وحسِبتُني. تقول : علمت
عبدَ الله
عاقلاً.
ويجوز أن تقول
: علمت الشيء بمعنى عَرَفته وخَبَرته.
وقال اللحياني
: عَلَمت الرجل أعْلُمُه
عَلْماً إذا شققت شفته
العليا ، وهو
الأعلم ، وقد