وقال اللحياني
: عَبَدت الله عِبَادَةً ومَعْبَداً والمُعَبَّدُ : الطريق الموطوء في قوله :
وَظيفاً وظيفاً فوق مَوْرٍ مُعَبَّدِ
وأنشد شمر :
وَبَلد نائي
الصُوَى مُعَبَّد
قطعتُه بذاتِ
لَوْثٍ جَلْعَدِ
قال : أنشدنيه
أبو عدنان وذكر أن الكلابيّة أنشدته وقالت : المُعَبَّد : الذي ليس فيه أثَر ولا عَلم ولا ماء. وقال شمر : المُعَبَّدُ من الإبل : الذي قد عُمَّ جِلدُه كلّه بالقَطران من
الجَرَب. ويقال : المُعَبَّدُ : الأجرب الذي قد تساقط وَبَره فأُفرد عن الإبل
ليُهْنَأَ. ويقال : هو الذي عَبَّده
الجَرَب أي
ذَلّلَهُ. وقال ابن مقبل :
وضَمَّنتُ
أرسانَ الجياد مُعَبَّداً
إذا ما ضربنا
رأسه لا يُرَنَّحُ
قال : والمعَبَّد ههنا الوتِد ويقال أنوم من عَبّود. قال المفضل بن سلمة : كان عبود عبداً أسود حطاباً فَغَبَر في محتطبه أسبوعاً لم ينم ثم انصرف
وبقي أسبوعاً نائماً فضرب به المثل وقيل : نام نوم عبّود وقال أبو عدنان : سمعت الكلابيّين يقولون : بعيرٌ مُتَعَبِّدٌ ومُتَأَبِّد إذا امتنع على الناس صعوبةً فصار كآبِدة
الوَحْش. قال ويقال : عَبِدَ فلان : إذا ندِم على شيء يفوته ويلوم نفسه على تقصير
كان منه. وقال النضر : العَبَدُ طول الغضب. وقال أبو
عبيد قال الفرّاء :
عَبِدَ عليه وأحِن عليه وأمِد وأبِد أي غضِب. وقال الغَنَوِيّ
: العَبَدُ : الحزَنُ والوَجْد. وقيل في قول الفرزدق :
أولئك قوم إن
هجوني هجوتهم
وأعْبَدُ أن
أهجو كُلَيباً بدَارِمِ
أعْبَدُ : أي آنف. وقال ابن أحمر يصف الغَوّاص :
فأرسَل نفسه
عَبَداً عليها
وكان بنفسه
أرِباً ضَنِينَا
قيل : معنى
قوله : عَبَداً أي أنَفَاً. يقول : أنِفَ أن تفوته الدُرَّة. وقال شمر
: قيل للبعير إذا هُنِىءَ بالقَطِران : مُعَبَّدٌ لأنه يتذلَّل لشهوته للقطران وغيره ، فلا يمتنع. والتعبُّد : التذلّل. قال : والمعَبَّد : المذلَّل. يقال : هو الذي يُتركُ ولا يُركبُ. ثعلب عن
ابن الأعرابي يقال : ذهب القوم عَبَادِيد وعَبَابِيد إذا ذهبوا متفرّقين ، ولا يقال : أقبلوا عَبَادِيد. قال : والعَبَادِيد : الآكام. وقال الزّجاج في قول الله جلّ وعزّ : (وَما خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ
إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) [الذّاريَات : ٥٦] الآية ، المعنى : ما خلقتهم إلّا لأدعوهم إلى عبادتي وأنا مُرِيد
العِبَادَة منهم ، وقد
علم الله قبل أن يخلقهم من يَعْبُدُه
ممّن يكفر به ،
ولو كان خلقهم ليُجبرهم على عبادته
لكانوا كلهم عُبَّاداً مؤمنين. قلت : وهذا قول أهل السنّة والجماعة. وقال ابن
الأعرابي : المعَابد : المسَاحِي والمُرُور ، واحدها مِعْبَدٌ. قال عَدِيّ بن زيد
العِبَاديّ :
إذ يَحْرُثْنَه بالمَعَابِدِ
وقال أبو نصر :
المعَابد : العَبيد. أبو العباس عن ابن الأعرابي قال : العَبْدُ : نبات طيّب الرائحة. وأنشد :