قال ابن
السّكيت : قوله «وَصل الغيث» ، أي : لو اتصل الغيث لأَبْنَين
امْرءاً سَحْق
بِجاد ، بعد أن كانت له قُبّة.
يقول : يُغِرن
عليه فيُخَرِّبنه فيتّخذ
بناءً من سَحق بِجاد
، بعد أن كانت له قُبّة.
وقيل : يَصف
الخيل فيقول : لو سَمّنها الغيثُ بما يُنبت لها الكلأ لأَغَرْت بها على ذوي القباب
فأخذت قبابَهم حتى تكون البُجُد لهم أبنيةً بعدها.
والعرب تقول :
إنّ المِعْزَى تُبْهي ولا
تُبْنِي.
المعنى : أنها
لا ثَلّة لها حتى تُتّخذ منها
الأبْنية.
وقيل : المعنى
أنها تَخْرق البُيوت بوثْبها عليها ، ولا تُعين على الأبنية.
ومِعْزى
الأعراب جُرْدٌ لا يَطول شعرها فيُغْزَل ، وأما مِعْزى بلاد الصَّرْد وأهل الرِّيف
فإنها تكون وافية الشُّعور ، والأكراد يُسَوُّون بُيوتَهم من شعرها.
والبانَةُ [١] : شجرةٌ لها ثمرة تُرَبَّب بأفاويه الطِّيب ثم يُعْتَصر
دُهْنها طِيباً.
وجمعها :
البانُ.
أبو عُبيد : المِبْناة النِّطْع. ويقال : مَبْناة.
قال : وقيل المِبْنَاة : العَيْبة.
وقال شُريح بن
هانىء : سألت عائشة عن صلاة رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فقالت : لم يكن من الصلاة شيء أحْرى أن يُؤَخِّرها من
صلاة العشاء. قالت : وما رأيتُه مُتَّقِياً الأرض بشيء قطّ إلا أني أذكر يوَم
مَطَرٍ فإنا بَسَطْنا له بِنَاءً.
قال شَمِر :
قولها «بناء» ، أي : نِطْعاً ، وهو مُتّصل بالحديث.
قال : وقال أبو
عَدنان : يُقال للبيتِ : هذا
بِناء.
أخبرني عن
الهَوازني ، قال : المَبْناة : من أدم كهيئة القُبّة تجعلها المرأة في كِسْر بَيْتها
تسكُن فيها ، وعسى أن يكون لها غنم فَتقْتصر بها دون الغنم لنفسها وثيابها.
ولها إزار في
وسط البيت من داخل يُكنّها من الحرّ ومن واكِف المطر ، فلا تُبلَّل هي وثيابها.
قال شَمِر :
وأقرأنا ابنُ الأعرابي للنابغة :
على ظَهر
مَبْناةٍ جَدِيد سُيورُها
يَطُوف بها
وَسْط اللَّطيمة بائِعُ
قال : المَبْناة : قُبّة من أَدم.
وقال الأصمعي :
المَبناة : حصير ، أو نطْع يَبْسطه التاجر على بَيْعه. فكانوا
يجعلون الحُصُرَ على الأَنطاع يَطُوفون بها ، وإنما سُمّيت : مَبْناة : لأنها تُتَّخذ من أدم يُوصل بعضُها إلى بعض ؛ وقال
جرير :