رُوِيَ في حديث
مرفوع إن الرجلَ ليتكلمُ بالكلمة
يُتَبِّن فيها ، يَهْوِي
بها في النار.
قال أبو عبيد :
هو عندي إغماضُ الكلام والجَدلُ والخُصومات في الدِّين ، ومنه حديث مُعاذ : «إياكَ
ومُغَمّضَاتِ الأمور».
قال أبو عبيد :
ورُوي عن سالم بنِ عبد الله أنه قال : كنا نقول في الحامِلِ المتوفَّى عنها زوجُها
: إنه ينفق عليها من جميع المال حتى تَبَّنْتُم
ما تَبَّنتُم.
قال أبو عبيد
قال أبو عبيدة وأبو عمر : هذا من التَّبانَةِ والطَّبانة ، معناهما شِدَّةُ الفِطْنة ودِقَّةُ النظر
يقال : رجل تَبِنٌ
طبِنٌ إذا كان
فطِنا دَقيقَ النظر في الأمور ، ومعنى قول سالم بن عبد الله : تَبَّنْتُم أي أَوْقَعْتُم النظر فقُلتم إنه يُنْفق عليها من
نَصيبها.
وقال الليثُ :
طَبِنَ له بالطاء في الشر وتَبِنَ
له في الخير
فَجعلَ الطَّبانَة في الخديعة والاغتِيال ، والتَّبانَة في الخير.
قلت : هما عند
الأئمة واحد ، والعرب تُبْدِل التاءَ طاءً لقرب مَخرجيهما قالوا : مَطَّ ومَتّ إذا
مَدّ ، وطرّ وتَرَّ إذا سَقَط ، ومثلُه كثير في الكلام.
وقال الليث : التِّبْن معروف والواحدة
تِبْنةٌ والتَّبن
لغة في التِّبن.
وقال ابن شميل
: التَّبَنُ إنما هو في اللُّؤْم والدِّقة ، والطّبَن العِلمُ
بالأمور والدهاءُ والفِقْه.
قلت : وهذا
ضِدُّ ما قال الليث.
وروى شمر عن
الهوازني قال : اللهم اشْغل عنا
إتْبانَ الشعراء ، قال
: وهو فِطْنَتُهم لِما لا يُفطَن له.
وقال الليث : التُّبّان شِبْهُ السّراويل الصغير ، تُذَكِّره العرب وجمعهُ التّبابِينُ.
أبو عبيد عن
أبي زيد : التِّبْن القَدَح الكبير ، ونحو ذلك.
قال ابن
الأعرابيّ : التِّبْن
أكبرُ الأقداح.
وقال الليث : التِّبْن يُرْوِي العشرين ، وهو أَعْظمُ الأقداحِ ، ثم الصَّحْنُ مُقاربٌ له ، ثم العُسُ
يُرْوِي
الثلاثةَ والأربعةَ.
نبت : قال الليث : كلُّ ما
أَنْبَتَت الأرضُ فهو نَبْتٌ والنَّباتُ
فِعْله ويجري
مَجرى اسمه تقول : أنبتَ
اللهُ النَّباتَ إنباتا ونباتا ، ونحو ذلك.
قال الفراء :
إن النباتَ اسم يقوم مَقام المصدر.
قال الله جلّ
وعزّ : (وَأَنْبَتَها نَباتاً
حَسَناً) [آل عمران : ٣٧] ونَبتَ
النَّبتُ يَنْبُتُ نُبتا ونباتا ، وأجاز بعضهم أنبتَ
لِمعنى نَبت ، وأنكره الأصمعيّ ، وأجازه أبو زيد واحتجَ