دون : شمر قال ابن الأعرابيّ : يقال : ادنُ دونَك أي اقتربْ ، قال لَبِيد :
مِثْلُ الّذي
بالغِيلِ يَغْزُو مُخْمَدَا
يَزْداد
قُربا دونَه أنْ يُوعَدا
مُخْمَدٌ :
ساكنٌ قد وطّن نفسه على الأمر ، يقول : لا يَرُده الوَعِيدُ فهو يَتَقَدَّمُ
أمامَهُ يَغْشَى الزَّجْرَ ، وقال زُهَير بن خَبَّابٍ :
وإنْ عِفْتَ
هذا فادنُ دونَك إنّني
قليلُ
الغِرار والشَّرِيجُ شِعارِي
الغِرارُ
النَّوم ، والشّريجُ القَوْس وأنشد :
تُرِيك
القَذَى مِن دونها وهي دُونَه
إذا ذاقَها
مَن ذاقها يَتَمَطَّقُ
وفَسَّره فقال
: تُريك هذه الخَمْرُ من دونِها أي من ورائِها ، والخمر
دُون القَذَى إليك ،
وليس ثَمَّ قذًى ، وهذا تشبيه يقول : لو كان أسفلَها قَذًى لرأَيتَه.
وقال بعض
النحويين : لِدُونَ
تسعةُ معانٍ : تكون
بِمعنى قبْلُ ، وبمعنى أمامَ ، وبمعنى وَرَاءَ ، وبمعنى تحتَ ، وبمعنى فوقَ ،
وبمعنى السَّاقِط من الناس وغيرِهم ، وبمعنى الشريفِ ، وتكون بمعنى الأمر ، وبمعنى
الوَعيد ، وبمعنى الإغراء.
فأما دون بمعنى قبل ، فكقولك : دُونَ
النَّهرِ
قِتَالٌ ، ودُون
قَتْلِ الأسد
أَهْوَالٌ : أي قبل أن تصل إلى ذلك ، ودون
بمعنى وراء
كقولك : هذا أمير على ما
دون جَيْحُونَ أي
على ما وراءَه ، والوعيدُ كقولك : دُونَك
صِراعي ودونك فَتَمْرَسْ بِي ، وفي الأمر : دونك الدِّرهَم أي خذه ، وفي الإغراء : دُونك زيدا أي الْزَمْ زيدا في حفظه ، ودون بمعنى تحت كقولك دون
قَدَمِكَ خَدُّ
عَدُوِّكَ أي تحت قدمك ، ودون
بمعنى فوق
كقولك : إنَّ فلانا لَشَرِيفٌ فيجيبُ آخرُ فيقولُ : ودونَ ذلك أي فوق ذلك.
وقال الليث :
يقال زيد دونك ، أي هو أحسن منك في الحسَب ، وكذلك الدون يكون صفة ويكون نعتا على هذا المعنى ولا يُشْتَقُّ منه
فعل ، ويقال هذا
دون ذلك في التقريب
والتحقير ، فالتحقيرُ منه مرفوع ، والتقريب منصوب لأنه صفته ، ويقال : دُونك زَيدٌ في المنزلة والقرب والبعد.
سلمة عن الفراء
: دُونَ يكون بمعنى على ، وتكون بمعنى بعد ، وتكون بمعنى عند ،
وتكون إغراء ، ويكون بمعنى أقَلَّ من ذا