قلتُ : السماء عند العرب مؤنَّثة ، لأنّها جمعُ سَماءَة ، وسبق الجَمعُ الوُحدانَ فيها. والسماءة أصلها سَمآوَة فاعلم. وإذا ذكّرت العرب السَّماء عَنَوْا بها السَّقْف.
ومنه قولُ الله
: (السَّماءُ مُنْفَطِرٌ
بِهِ) [المزمل : ١٨] ، ولم يقل مُنفَطرة.
وقال الزجّاج :
السماءُ في اللّغة : يقال لكلّ ما ارتفَعَ وعَلا قد سَمَا يَسمُو ، وكلُّ سَقْف فهو
سَماء ، ومن هذا قيل
للسحاب : السَّماءُ ، لأنها عاليَة. والاسم ألِفُه ألفُ وَصْل ، والدّليل
على ذلك أنّك إذا صَغَّرتَ الاسمَ قلتَ : سُمَيّ
، والعرب تقول
: هذا اسمٌ ، وهذا
سُمٌ وأَنشَد :
* بِاسم الذِي في كلِّ سُورةٍ سُمُهْ *
وسُمَه رَوَى ذلك أبُو زَيْد وغيره من النحويِّين.
قال أبو إسحاق
: ومعنى قولنا : اسمٌ
هو مشتقٌّ من السُّمُو ، وهو الرِّفْعة ، والأصل فيه سِمْوٌ بالواو ، وجمعه أَسْماء ، مثل قِنْو وأَقْناء ، وإنما جُعِل الاسم تَنْويها على
الدّلالة على المعنى ، لأنّ المعنى تحتَ الاسم.
قال : ومن قال
: إنّ اسما مأخوذٌ من وَسَمْتُ ، فهو غلط ؛ لأنّه لو كان اسمٌ من سِمْتهُ
لكان تصغيرُه
وُسَيْما مثل تصغير عِدَة وصِلَة ، وما أشبههما.
وقال أبو
العبّاس : الاسمُ رَسْمٌ وَسِمَةٌ يُوضَع على الشيءِ يُعرَف به.
وسُئل عن الاسم أهو المسمَّى أو غيرُ المسمَّى؟.
فقال : قال أبو
عُبيدة : الاسم هو المسمَّى.
وقال سيبويه : الاسمُ غيرُ المسمَّى ، قيل له : فما قولُك؟ فقال : ليس لي فيه
قول.
وقال ابنُ
السكّيت : يقال هذا
سامَةُ غادِيا ، وهو
اسم للأب ، وهو مَعرِفة.