جزى : سَمِعْتُ المُنذِريّ يقول : سَمِعْتُ أبا الهيْثَم يقول
: الجزاءُ يكون ثَواباً ، ويكونُ عِقاباً. قال الله جلَّ وعزَّ : (قالُوا فَما جَزاؤُهُ إِنْ كُنْتُمْ
كاذِبِينَ (٧٤) قالُوا جَزاؤُهُ مَنْ وُجِدَ فِي رَحْلِهِ فَهُوَ جَزاؤُهُ) [يوسف : ٧٤ ، ٧٥].
قال : معناه ،
قالوا فما عُقوبَتُه إنْ بانَ كَذِبُكم بأَنّه لم يَسْرِق ، أي ما عُقُوبَةُ
السّرِقِ عِنْدَكُم إن ظهرَ عليه؟ قالوا : جَزَاءُ السّرِقِ مَنْ وُجِدَ في رَحْلِهِ ، أي الموجُودُ في
رَحْلِه ، كأنّه قال : جَزاءُ السَّارِق عندنا استرقاقُ السارِق الذي يُوجَدُ في
رَحْله سَنَة ؛ وكانت سُنَّةُ آلِ يعقوب ، ثم وَكَّدَه ، فقال : (فَهُوَ جَزاؤُهُ).
قلت : وهذا
الذي ذَكَرْتُه في الهاءات وغَيرها ، قولُ أبي العباس أحمد بن يحيى ، وقول أبي
إسحاق الزجاج.
والجزاء أيضاً : القضاء. قال الله جَلّ وعَزّ : (وَاتَّقُوا يَوْماً لا تَجْزِي نَفْسٌ
عَنْ نَفْسٍ شَيْئاً) [البقرة : ٤٨].
قال الفراء :
يَعودُ على اليوم واللّيلة ، ذكرهما مَرَّةً بالهاء وحدَها ، ومرَّةً بالصِّفَة ،
فَيجوزُ ذلك ، كقوله :