سَلَمة ، عن
الفراء : اخْتَلفوا في البُروج
، فقالوا : هي
النُّجوم ، وقالوا : هي البُروجُ
المعرُوفَة ،
اثْنا عَشَر
بُرجاً ، وقالوا : هي
قُصورٌ في السماء.
وقال اللَّيث :
بُرُوج سُورِ المدينة والحصن : بُيوتٌ تُبْنَى على السّور ، وقد
تُسمّي بيوت تُبْنَى على نَواحِي أَركان الْقَصْر
بُروجاً.
قال : وثَوْبٌ مُبَرَّج ، قَدْ صُوِّرَت فيه تَصاوِيرُ كَبُروج السُّور.
قال العجّاج :
* وقد لَبِسنَا وَشْيَه المبَرَّجا*
وقال أيضاً :
* كأَنَ بُرْجاً فَوْقَها مُبَرَّجا*
شَبَّه سَنامها ببُرْج السُّور.
قال : والبَرَجُ : سَعَةُ بَياضِ العين مع حُسْن الْحَدَقَة. وإذَا
أَبْدَت المرأةُ محاسِنَ جِيدها ووَجْهَها ، قيل : تَبَرَّجَتْ
وتُرِي مع ذلك
من عَيْنَيها حُسْنَ نَظر ، كقول ابن عِرس في الجُنَيْد بن عبد الرحمن يهجوه :
يُبْغَضُ من
عَينيكَ تَبْرِيجُها
وصُورةٌ في
جَسَدٍ فاسدٍ
قال الزّجاج في
قوله : (جَعَلَ فِي السَّماءِ
بُرُوجاً) [الفرقان : ٦١] قال : البروج
الكواكب العظام
، قال : والْبَرَجُ ، تَباعُد ما بين الحاجبين. قال : وكل ظاهر مرتفع فقد بَرَج ، وإنما قيل لها
البروج لظهورها
وبيانها وارتفاعها.
أبو عُبيد ، عن
أَبي عَمْرو : البَرَجُ
، أن يكونَ
بَياضُ العين مُحْدِقاً بالسَّواد كُلِّه ، لا يغيبُ من سَوادِها شيء.
قال أبو زيد : البَرَجُ ، نَجَلُ العين ، وهو سَعَتها.
وقيل : الَبَرجُ ، سَعَةُ العين في شِدَّة بياض بَياضِها.
ثعلب ، عن ابن
الأَعْرابيّ : بَرِجَ
الرَّجُل إذا
اتَّسَعَ أَمْره في الأَكْل والشُّرب.
وقال أبو إسحاق
في قول الله جلَّ وعزَّ : (غَيْرَ مُتَبَرِّجاتٍ
بِزِينَةٍ) [النور : ٦٠] ، التَّبرُّجُ
إظهارُ
الزِّينة ، وما يُسْتَدْعَى به شهوَةُ الرَّجل.
وقيل : إنَّهن
كُنَّ يتكَسَّرْن في مَشْيِهِنَّ ويَتَبَخْتَرْن.
وقال الفراء في
قوله : (وَلا تَبَرَّجْنَ
تَبَرُّجَ الْجاهِلِيَّةِ الْأُولى) [الأحزاب : ٣٣] ذلك في زمن وُلِدَ فيه إبراهيمُ النبيُّ صلىاللهعليهوسلم كانت المرأةُ إذْ ذاك تلْبسُ الدِّرع من اللُّؤْلؤ غير
مَخيط من الجانبين ، ويقال : كانت تَلبسُ الثياب تَبلغُ المالَ لا تُواري جسدَها ،
فأُمِرْنَ أَلَّا يفعلْنَ ذلك.