قال الزَّجَّاج
: التَّأْويلُ عندي : «قُلْ أعُوذُ بربِّ النَّاسِ ، من شر الوسواس ، الذي
يُوَسْوِسُ في صُدُورِ الناس من الجِنَّةِ الذي هو من الجنِ» و (النَّاسِ) معطوفٌ على (الْوَسْواسِ) ، المعنى : من شرِّ الوَسْوَاسِ ، ومن شر الناس.
وقال الليث : الجنّةُ : الْجُنونُ
أيضاً.
ويقال : به جُنُونٌ ، وجِنَّةٌ ، ومَجَنَّةٌ.
وأنشد :
من
الدَّارِمِيِّين الذين دماؤُهُمْ
شِفَاءٌ من
الدّاءِ المجنَّةِ والخبلِ
قال : وأَرْضٌ مجَنَّةٌ : كثيرةُ
الجِنِ.
وقال أبو عمرٍو
: الجانُ من الجنِ
، وجَمْعُه جِنَّانٌ.
قال أبو إسحاق
: في سياق الآية دليلٌ على أن إبْلِيسَ أُمِرَ بالسُّجود مع الملائكة.
قال : وأكثرُ
ما جاء في التفسير أنّ إبليسَ من غير الملائكة ، وقد ذَكَر الله ذلك فقال : «كانَ مِنَ الْجِنِ».
وقيل أيضاً :
إنَّ إبْلِيسَ من الجِنِ
بِمَنْزِلَةِ
آدَمَ من الإنْسِ.
وقد قيل : إنَ الجِنَ : ضَرْبٌ من الملائكة كانُوا خُزّانَ الأرض.
وقيل : خزّان الجنان ، فإن قال قائلٌ : كَيْفَ اسْتُثْنِيَ مع ذِكْرِ
الملائكة؟ فقال : (فَسَجَدُوا إِلَّا
إِبْلِيسَ) [الكهف : ٥٠] فكيف وقع الاستِثْنَاءُ وهو ليس من الأوَّلِ؟
فالجوابُ في
هذا أنَّهُ أُمِرَ معهم بالسُّجُود ، فاسْتُثْنِيَ من أنّه لم يَسْجُدْ ، والدليلُ
على