وقال الليث في
كتابه : الجادّةُ تخُفَّفَ وتُثَقَّلُ ، أما المُخفَّفُ فاشتقاقه من الجَوَادِ إذا أَخْرَجَه على فعله.
قال :
والمُشَدَّدُ : مَخْرَجُهُ من الطريق الجَدَدِ الواضح.
(قلت) : وقد
غلط الليث في الوجهين معاً ، أما التخفيف في الجَادَةِ فما علمت أحداً من أئمةِ اللغة أجازه ، ولا يجوزُ أن
يكون فعلةً من الجَوَادِ بمعنى السَّخِيِّ.
وأما قوله :
إنه إذا شُدّدَ فهو من الأرض الجَدَد فغير صحيح ، إنما سُمِّيت المحجة المَسْلُوكةُ جادّةً لأنها ذاتُ جُدَّةٍ ، وجُدّةٍ وهي طرقاتُها ، وشَرَكُها المُخطَّطَةُ في الأرض ، كذلك
قال الأصمعي.
وقال في قول
الراعي :
فأصْبَحَت
الصَّهْبُ العِتاقُ وقد بدا
لهُنّ
المَنارُ والجوادُ اللَّوائحُ
أخطأ الراعي
حين خفف الجوادّ وهو جمع الجادَّة من الطُّرُق التي بها
جُدَدٌ.
والجُدّةُ أيضاً : شاطئُ النهر ، إذا حذفوا الهاء كسروا الجيم
فقالوا : جِدٌّ ، وجُدّةٌ ومنه : الجُدّة : ساحل البحر بحذاء مكَّة.
وقال أبو حاتم
: قال الأصمعي : يقال : كُنَّا عِنْدَ
جِدَّةِ النَّهْرِ
بالهاء ، وأَصْلُهُ نَبَطِيٌّ : كِدٌّ فأُعْرِبَ.
قال وقال أبو
عمرٍو كُنَّا عند أَمِير ، فقال جَبَلَةُ بنُ مَخْرَمَة : كُنَّا عِنْدَ جِدِّ النَّهْرِ ، فقلتُ : جِدَّةُ النَّهْرِ ، فما زِلْتُ أَعْرِفُهَا فيهِ.
والجِدُّ بلا هاءٍ : البِئْرُ الجيِّدَةُ الموضعِ مِنَ الكَلأ.
وقال الأصمعي :
يقال للأرض المُسْتَويةِ التي ليس فيها رَمْلٌ ولا اختلَافٌ : جَدَدٌ.
(قلت) : والعربُ
تقول : هذا طَرِيقٌ جَدَدٌ إذا كان مستوياً ، لا حدَبَ فيه ولا وُعُوثَة.
وهذا الطريقُ أَجدُّ الطريقينِ أي أَوْطؤُهُمَا وأشدُّهُما استواءً ،
وأقَلُّهُما عُدَوَاءَ.
وقال الأصمعي :
أَجَدَّ الرَّجُلُ في أَمْرِه يُجِدُّ إذَا بلغَ فيه جِدَّه
، وجدَّ : لُغَةٌ ، ومنه