من رواه «العقير» قال : شبَّه النَّسر لمَّا تساقطَ ريشُه فلم يَطِرْ
بفرَسٍ كُسِف عرقوباهُ فلم يُحضِر. والأعزل : المائل الذنَب.
وقال بعضهم : عَقْر النخلة : أن يُكشَط ليفُها عن قُلْبها ويُستخرج
جَذَبُها ، وهو جُمَّارُها ، فإذا فُعِل بها ذلك يبست ولم تصلح إلا للحطَب. يقال عَقر فلانٌ النخلةَ ، فهي معقورة وعقير.
ومعاقرة الخمر : إدمانُ شُربها ، أُخذ من عُقر الحوض ، وهو مقام الواردة ، فكأنَّ شاربَها يلازم شربها
ملازمةَ الإبل الواردة
عُقرَ الحوض حتّى
تَروَى. ويقال رفع فلانٌ عقِيرتَه
يتغنّى ، إذا
رفع صوتَه بالغِناء. وأصله أن رجلاً أصيب عضوٌ من أعضائه وله إبلٌ اعتادت حُداءَه
، فانتشرت عليه إبلُه فرفَع صوته بالأنين لما أصابه من العقر في بدنه ، فتسمَّت له إبلُه فخُيِّلَ إليها أنَّه يحدو
بها فاجتمعت وراعَتْ إلى صوته ، فقيل لكلِّ مَن رفع صوتَه بالغناء : قد رفَع عقيرتَه.
وأما قول طُفيل
يصف هوادج الظعائن :
عَقاراً
يظلُّ الطَّيرُ يخطف زهوَه
وعالَيْنَ
أعلاقاً على كلِّ مُفْأمِ
فإن الأصمعيّ
رفع العين من قوله «عُقارا» ، وقال : هو متاع البيت. وأما أبو زيد وابنُ الأعرابيّ
فروياه «عَقارا» بالفتح ، وقد مرَّ تفسيره في حديث الهِرماس. وقال أبو
زيد : عَقار البيت : مَتاعُه الحَسَن. قال : ويقال للنَّخل خاصّة من
بين المال عَقَار.
ثعلب عن ابن
الأعرابيّ : العُقَرة : خَرزةٌ تعلَّق على العاقر لتلد. قال : والقُرَرة : خرزة للعَين. والسُّلْوانة :
خرزة للإبغاض بعد المحبّة.
وقال الأصمعيّ
: العَقَر : أن يُسلّم الرجل قوائمه فلا يقدر أن يمشيَ من
الفَرَق.
ويقال رجَعت
الحربُ إلى عُقْرٍ ، إذا سكنت وعَقْر النَّوى : صرفها حالاً بعد حال. وقال أبو وَجْزةَ :
حلّت به
حَلّةً أسماءُ ناجعة
ثم استمرت
بِعقرٍ من نَوًى قَذَفِ
والعَقْر : موضع. والعُقير : قرية على شاطىء البحر بحذاء هَجَر.
وقال أبو سعيد
: المعاقَرة : المُلاعَنة ، وبه سمَّى أبو عبيدةَ كتاب «المعاقرات». وكلأٌ
عُقار : يَعقِر الإبلَ ويقتلُها. قال : ومنه سمِّي الخمر عُقاراً لأنها
تعقر العقل. وقد قاله
ابن الأعرابيّ. وعُقْر النار : مُعظَمها ووسطها ، ومنه قول الهذلي :
كأنَّ ظُباتِها عُقُرٌ بعيجُ
شبّه النصالَ
وحدَّها بالجمرِ إذا سُخِيَ.
وتعقَّر شحم الناقة ، إذا اكتنز كلُّ موضع منها شحماً. ويقال عُقِر كلأُ هذه الأرض ،