responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المخصص نویسنده : ابن سيده    جلد : 4  صفحه : 329
وَلَا يُتبِعون الآخر الأول فِي الْإِدْغَام فعلى هَذَا أجري هَذَا وَقد ذكر فِي الْبَاب الَّذِي قبل هَذَا أَن حُرُوف الْحلق إِذا كَانَت عينا أَو لاماً جَازَ أَن يَأْتِي الْفِعْل على يَفْعَل وماضيه فَعَلَ وَذكر فِي هَذَا الْبَاب أَنه إِذا كَانَ حرف الْحلق فَاء الْفِعْل وَكَانَ الْمَاضِي على فَعَلَ لم يَأْتِ مستقبله على يَفْعَل وَإِنَّمَا يَأْتِي على يَفْعِل أَو يَفْعُل بِمَنْزِلَة مَا لَيْسَ فِيهِ حرف من حُرُوف الْحلق وَفرق بَينهمَا بِأَنَّهُ إِذا كَانَ حرف الْحلق فَاء من الْفِعْل فَهُوَ يَسْكُن فِي الْمُسْتَقْبل وَإِن هَذَا السَّاكِن لَا يُوجب فتح مَا بعده لضَعْفه بِالسُّكُونِ كَمَا أَوْجَب لامُ الْفِعْل إِذا كَانَ من حُرُوف الْحلق فتحَ مَا قبله لِأَن اللَّام متحركة ثمَّ شبه ذَلِك بِالْإِدْغَامِ لِأَن الأول يَتْبَعُ الثَّانِي يُرِيد أَن عينَ الْفِعْل يجوز أَن يَتْبَع لامَ الْفِعْل إِذا كَانَت لَام الْفِعْل من حُرُوف الْحلق كَمَا أَن الْحَرْف الأول يدغم فِيمَا بعده وَلَا تتبع عين الْفِعْل فاءه لِأَن الْفَاء قبل الْعين وَمَعَ هَذَا أَن الَّذِي قبل اللَّام فَتَحَتْه اللَّام حَيْثُ قَرُبَ جِوارُه مِنْهَا لِأَن الْهَمْز وأخواته لَو كُنَّ عَيْنَاتٍ فُتِحْن فَلَمَّا وَقع موضعهن الْحَرْف الَّذِي كن يُفْتَحْنَ بِهِ لَو قَرُب فُتِح وكرهوا أَن يفتحوا هُنَا حرفا لَو كَانَ فِي مَوضِع الْهمزَة لم يُحرَّك وَلَزِمَه السّكُون فحالُهما فِي الْفَاء واحدةٌ كَمَا أَن حَال هذَيْن فِي الْعين وَاحِدَة أَعنِي أَن لَام الْفِعْل إِذا كَانَ من حُرُوف الْحلق فَتَحَت العينَ كَمَا أَن الْعين إِذا كَانَت من حُرُوف الْحلق فتحت نفسَها فَلَمَّا كَانَت تفتح نَفسهَا إِذا كَانَت من حُرُوف الْحلق وَجب أَن يفتحها مَا يُجاوِرُها لاشْتِرَاكهمَا فِي الْحَرَكَة لِأَن الْعين وَاللَّام متحركتان جَمِيعًا وَلَيْسَت تقلب الألفُ الفاءُ العينَ لِأَن الْفَاء سَاكِنة فِي الْمُسْتَقْبل وَالْعين متحركة فهما مُخْتَلِفَتَانِ وَلَو جعلت الْعين مَكَان الْفَاء سكنت وخالفت حَالهَا الأول فِي الْحَرَكَة وَلَو جعلت اللَّام مَكَان الْعين لم تخرج عَن الْحَرَكَة الَّتِي كَانَت تلزمها هَذَا كَلَام سِيبَوَيْهٍ وَعِنْدِي فِيهِ وَجه آخر يقوِّي مَا قَالَ وَهُوَ أَن الفتحة الَّتِي تجلبها حُرُوف الْحلق إِنَّمَا هِيَ على الْعين وَالْحَرَكَة فِي الْحَرْف المتحرك يقدّر أَنَّهَا بعده فَهِيَ بعد الْعين وَقبل اللَّام فتَوَسُّطُها بَينهمَا ومجاورتها لَهما وَاحِدَة فَمن أجل ذَلِك جَازَ أَن تكون الفتحة تجلبها الْعين وَاللَّام وَلَيْسَت الْفَاء كَذَلِك لِأَن الفتحة بعيدَة من الْفَاء إِذْ كَانَت تقع بعد الْحَرْف الَّذِي بعده. قَالَ سِيبَوَيْهٍ: وَقَالُوا أَبى يَأْبَى فشبّهوه بيَقْرأ أَرَادَ أَنهم شبَّهوا الْهمزَة الَّتِي فِي أوّل أَبى وَهِي فَاء الْفِعْل مِنْهَا بِالْهَمْزَةِ الَّتِي تكون لاما فِي مثل قَرَأَ يقْرَأ فتحُوا عين الْفِعْل من أجل الْفَاء الَّتِي هِيَ همزَة كَمَا فتحوها من أجل اللَّام الَّتِي هِيَ همزَة، وَفِي يأبَى وجهٌ آخر وَهُوَ أَن يكون فِيهِ مثل حَسِبَ يَحْسِبُ فُتِحا كَمَا كُسِرا وَالْفرق بَين هذَيْن الْوَجْهَيْنِ أَن الأول كَانَ التَّقْدِير فِيهِ أَبَى يأْبِي ثمَّ فَتَحَت الْألف عين الْفِعْل كَمَا قيل صَنَعَ يصنَع تَشْبِيها للفاء بِاللَّامِ، وَالْوَجْه الثَّانِي أَنهم بنوه فِي الأَصْل على فَعَلَ يفعَلُ كَمَا بنَوا فِي الأَصْل حَسِب يَحْسِب على فَعِلَ يفعِل، وَقَالُوا جَبَى يَجْبَى وقَلَى يَقْلَى فشبَّهوا هَذَا بقَرأَ يقرَأُ وأَتْبعوه الأوّل كَمَا قَالُوا وعَدُّهُ يُرِيدُونَ وَعَدْتُه وكما قَالُوا مُضَّجع وَلَا نعلم إِلَّا هَذَا الْحَرْف وَأما غير هَذَا فجَاء على الْقيَاس مثل عَمَرَ يَعْمُرُ وهَرَبَ يهرُبُ وحَزَرَ يَحزُرُ، وَقَالُوا عَضَضْتَ تَعَضُّ، حكى أَبُو إِسْحَاق الزَّجاج عَن إِسْمَاعِيل بن إِسْحَاق القَاضِي أَنه علَّلَ أبَى يأْبَى وَقَالَ إِنَّمَا جَاءَ على فَعَلَ يفْعَل لِأَن الْألف من مخرج الْهمزَة وَقَالَ إِن هَذَا مَا سبقه إِلَيْهِ أحد. قَالَ أَبُو عَليّ وَأَبُو سعيد: وَذَلِكَ غلط لِأَن الْألف لَيست بِأَصْل فِي أبَى يأْبَى وَإِنَّمَا هِيَ منقلبة من يَاء أَبَيْتُ لانفتاح مَا قبلهَا فَإِذا قلت فِي الْمَاضِي أبَى لانفتاح مَا قبلهَا فحقها أَن تكون فِي الْمُسْتَقْبل على يَأْبي كَمَا تَقول أَتَى يأتِي ورَمى يَرْمي وَإِنَّمَا تنْقَلب فِي الْمُسْتَقْبل ألفا إِذا فتحنا مَا قبلهَا فَلَا سَبِيل إِلَى الْألف الَّتِي من أجلهَا، قَالَ الزّجاج عَن القَاضِي أَنه جَاءَ على فَعَلَ يفْعَل من أجل ذَلِك، وَكَلَام سِيبَوَيْهٍ يدل على مَا قُلْنَاهُ لِأَنَّهُ قَالَ فشبَّهوا هَذَا بقَرَأَ يقرَأُ وَنَحْوه فأَتْبعوه الأوّل كَمَا قَالُوا وعَدُّهُ يُرِيد أَتْبَعوا الفتحة فِي بَاب يَأْبى الهمزةَ الَّتِي فِي أوّله كَمَا قَالُوا وعَدُّه وَالْأَصْل وعَدْتُه فأتبعوا التَّاء الدَّال الَّتِي قبلهَا وَكَانَ الْقيَاس أَن تكون الدَّال هِيَ التابعة لِأَن الأول يتبع الْأَخير، وَكَذَلِكَ مُضَّجَع أَصله مضْطَجَع فَجعلُوا الطَّاء تَابِعَة للضاد، وَمعنى قَوْله لَا نعلم إِلَّا هَذَا الْحَرْف الْإِشَارَة إِلَى يَأْبَى فِيمَا ذكره أَصْحَابنَا، هَذَا لفظ أبي سعيد، وَأما

نام کتاب : المخصص نویسنده : ابن سيده    جلد : 4  صفحه : 329
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست