وقال ابنُ
جِنِّى : اسْتَافُوا تناوَلُوا
السُّيُوف كقولك :
امْتَشقُوا سُيُوفَهُم ، وامْتَخَطُوها ، قال : فأما تَفْسِيرُ أَهْلِ اللُّغَة
أن اسْتافَ القومُ ، فى معنى تَسَايَفُوا ، فَتفسِيره على المعنى كعادتهم فى أمثال ذلك ، ألا
تَرَاهُم قالوا فى قول الله سبحانه : (مِنْ ماءٍ دافِقٍ) [الطارق : ٦]. أنه بمعنى مَدْفُوق ، فهذا لعمرى معناه ، غير أن طريق
الصَّنْعَة فيه أنه ذو دَفْق ، حكاه الأصمعى عنهم ، من قَوْلِهم : ناقةٌ ضارِبٌ
إذا ضُرِبت ، وتَفْسِيره أنها ذات ضَرب ، أى : ضُرِبت ، وكذلك قوله تعالى : (لا عاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللهِ إِلَّا
مَنْ رَحِمَ) [هود : ٤٣]. أى لا ذا عِصْمةٍ. وذُو العِصْمة يكون مَفْعُولاً ، كما يكون
فاعِلاً ، فمن هنا قيل : إن معناه لا مَعْصوم.