وقوله تعالى : (وَكانَ الْإِنْسانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلاً) [الكهف : ٥٤] عنى بالإنْسان
الكافِرَ هنا ،
ويَدُلُّ على ذلك قوله تعالى : (وَيُجادِلُ الَّذِينَ
كَفَرُوا بِالْباطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَ) [الكهف : ٥٦] هذا قول الزَّجّاج.
فإن قِيل : وهل
يُجادِل غير الإِنسان؟ قِيل : قد جادل إبْلِيسُ ، وكل من كان يَعْقِل من
الملائكة والجنّ تُجادِلُ ، لكن الإِنسان
أكثر هذه الأشياء
جَدَلاً ، والجمع : الناسُ
، مُذَكَّر ، وفى
التنزيل : (يا أَيُّهَا النَّاسُ) [البقرة : ٢١].
وقد يُؤَنَّث
على معنى القَبِيلة ، أو الطائفة ، حكى ثَعْلَب : جاءَتْك الناسُ ، معناه : جاءَتْك القبيلة أو القطعة ، كما جَعَلَ بعض
الشُّعَراء آدَمَ اسْمًا للقبيلة وأَنَّثَ فقال : أنشده سيبويه :
وقوله تعالى : (أَكانَ لِلنَّاسِ عَجَباً أَنْ أَوْحَيْنا إِلى
رَجُلٍ مِنْهُمْ) [يونس : ٢] ـ الناسُ
هاهنا : أَهْل مَكَّة.
قال : والأَصْلُ فى الناس
الأُناسُ ، فَجَعَلُوا
الأَلِف واللامِ عِوَضًا من الهمزة ، قال المازنىُّ : وقد قالوا : الأُناسُ ، قال :