وقوله : به (وَالْأَرْحامَ) [النساء : ١] وقُرِئ (تَسائَلُونَ بِهِ).
فمن قرأ : تَسَّاءَلون. فالأصل تَتَسَاءَلون
، قُلِبَت التاءُ
سِينًا لقُرْبِ مكان هذه من هذه ، ثم أُدْغِمَت فيها ، ومن قرأ : تَسائَلُونَ. فأَصْلُه أيضا
تَتَساءَلُون فحُذِفت التاءُ
الثانية كَرَاهِيَة الإِعادة ، ومعناه ، تَطْلُبون حُقُوقَكُم به ، وقوله تعالى : (كانَ عَلى رَبِّكَ وَعْداً مَسْؤُلاً) [الفرقان : ١٦]. أراد قول الملائكة : (رَبَّنا
وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدْتَهُمْ) [غافر : ٨] الآية ، وقال ثعلب : معناه ، وَعْدًا مَسْئولا إنْجازُه ،
يقولون : رَبَّنَا قد وَعَدْتَنا فأنْجِزْ لنا وَعْدَك. وقوله عزوجل : (وَقَدَّرَ فِيها
أَقْواتَها فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَواءً لِلسَّائِلِينَ) [فصلت : ١٠].
قال الزجاجُ :
إنما قال : (سَواءً لِلسَّائِلِينَ) ، لأن كُلا يطلب القُوتَ ويَسْأله ، ويجوز أن يكون للسَّائِلين
لمن سَأَل فى كَمْ خُلِقَت السمواتُ والأرضُ ، فَقِيل : خُلقَت
الأَرْضُ فى أَرْبَعة أيام سَوَاءً لا زيادة ولا نقصان جوابًا لمن سَأَل ، وقوله تعالى : (وَسَوْفَ تُسْئَلُونَ) [الزخرف : ٤٤]
[١]البيت لعلقمة بن
عبدة فى ديوانه ص ٧٤ ؛ ولسان العرب (سلأ) ، (قرر) ، (سلل) ؛ وتهذيب اللغة (٨ / ٢٨٢
، ١٣ / ٧٠) ؛ وتاج العروس (سلأ) ، (فيأ) ، (سلل) ؛ والمخصص (٦ / ٥٩ ، ٨ / ١٦٢ ، ١٦
/ ٣٨) ؛ وبلا نسبة فى تهذيب اللغة (١ / ٣٩٢) ؛ وجمهرة اللغة ص ١٠٧٤ ؛ كتاب العين (٥
/ ٢٣).
[٢] البيت لأبى ذؤيب
الهذلى فى لسان العرب (سأل) ؛ وتاج العروس (سأل). وفيه : (لم تسألِ) مكان (لم
تسائلِ).
نام کتاب : المحكم والمحيط الأعظم نویسنده : ابن سيده جلد : 8 صفحه : 546