هكذا سَمَّاه
الخليل تَأْسِيسًا ، جَعَلَ المَصْدَرَ اسمًا له ، وبَعْضُهم يقول : أَلِف
التَّأْسِيسِ فإذا كان ذلك احتمل أن يريد الاسْم والمَصْدر ، وقالوا
فى الجمع : تأْسِيسات ، فهذا يؤذن بأن التَّأْسِيسَ
عندهم قد أَجْروه
مُجرى الأسماء ، كالتَّمْتِينِ ، والتَّنْبِيت ، لأن الجَمْع فى المصادر ليس بكثيرٍ
ولا أَصْل ، فيكون هذا مَحْمُولاً عليه ، وأرى أهلَ العروض إنما تَسَمَّحُوا
بَجَمْعه ، وإلا فإنّ الأَصْل إنما هو المَصْدر ، والمَصْدر قَلَّما يُجْمَع إلا
ما قد حَدَّ النَّحْوِيُّون من المَحْفُوظِ ، كالأَمْراضِ ، والأَشْغالِ ،
والعقولِ.
* وأَسَّسَ بالحَرْف : جعله تأسيسًا ، وإنما سُمِّى تَأْسِيسًا ، لأنه اشْتق من أُسِ
الشىءِ ، قال ابن
جِنِّى : ألف التَّأْسِيس كأنها
أساس القافية ،
وأَصْلُها أُخِذ من أُسِ
الحائِط وأساسِه وذلك أن ألف التأسيس
لتقدّمها والعناية بها
والمحافظة عليها كأنها
أُسّ القافية
ومبتداها ، وليس حرف فى القافية أسبق من ألف التأسيس
، فأما الفَتْحة قبلها
فجزء منها.