أى أن هذه
الجِراحاتِ واسِعةٌ ، فَهنَّ تُمَكِّنَّ النُّعَرَ بما تُرِيدُه مِنْهَا ،
واستَعْمله بعض الشّعراء فى الإِنسانِ فقال ، أنَشَدَه ابن الأعرابىِّ :
أى كانت هذه
النِّساءُ مُشْتَهياتٍ للتَّفْريس
، فجعَلَهُنَّ
كالسَّوامِ إلَّا أنَّهُنَّ خالَفْنَ السَّوامَ ، لأن السَّوامَ لا تشتهى أن تُفَرَّسَ إذ فى ذلك حَتْفُها ، والنّساءُ يَشْتَهِينَ ذلك لما فيه
من لَذَّتِهِنَّ ، إذْ
فَرْسُ الرِّجالِ
للنِّساءِ هاهنا إنما هو مُواصَلَتُهُنَّ ، وأَفْرِسُ
من قَوْلِه :
فَقَدْ ، وأَبِى ، راعِى الكَواعِبِ ، أفْرِسُ
موضوعٌ موضِع فَرَسْتُ ، كأنه قال : فَقَد
فَرَسْتُ ، قال سيبويه :
قد يضَعُونَ أفْعَلُ موضِع فَعَلْتُ ، ولا يَضَعُونَ فَعَلْتُ فى موضِعِ أفْعَلُ
إلا فى مُجَازَاةٍ ، نحو إنْ فَعَلْتَ فَعَلْتُ ، وقولُه : وأَبِى خَفْضٌ بواوِ
القَسَم ، وقولُه : راعِى الكَواعِب يكونُ حالاً من التَّاءِ المقدَّرةِ ، كأنَّه
قالَ : فقدْ فَرَسْتُ راعِياً للكَواعِبِ ، أى وأنا إذ ذلِكَ كذلكَ ، وقد يجوز
أن يكون قولُه : وأَبِى مُضافاً إلى راعِى الكَواعِبِ ، وهو يريدُ بِرَاعِى
الكواعبِ ذاتَهُ ، وقوله : أتَتْه ذئَابٌ لا يُبالِينَ راعِياً ، أى رجالُ سُوءٍ
فُجَّارٌ لا يُبَالونَ مَنْ رَعَى هؤلاء النِّساءَ ، فنالُوا مِنْهُنَّ إرادتَهُم
وهَواهُمْ ، ونِلْن منْهم مثل ذلك ، وإنَّما كَنَى بالذِّئاب عن الرِّجالِ ، لأنَّ
الزُّناةَ خُبثاءُ كما أن الذِّئابَ خَبيثةٌ ، وقال تشْتَهِى على المبالغَة ، ولو
لم يُرِدِ المبالغَةَ لقال : تُرِيدُ أن تُفَرَّسَ
مكانَ تشْتَهِى ، غيرَ
أن الشَّهْوةَ أبلغُ من الإِرَادةِ ، والعُقَلاءُ مُجْمِعُونَ على أنَّ الشَّهوةَ
غيرُ محْمودةٍ البَتَّةَ ، فأمَّا
[١] البيت لمالك بن
خالد (أو خويلد) الخناعى الهذلى فى لسان العرب (عرس) ؛ وللهذلى فى لسان العرب (وحد)
، (فرس) ؛ وفيه (رزَّام) مكان (روَّام).
[٢]الرجز للعجاج فى
ديوانه (١ / ٦٤ ، ٦٥) ؛ ولسان العرب (فرس) ، (صقع) ؛ وتاج العروس (فرس) ؛ وبلا
نسبة فى المخصص (١ / ٥٥).
[٣] البيت بلا نسبة
فى لسان العرب (فرس) ، (فوا) ؛ وتاج العروس (فرس).
نام کتاب : المحكم والمحيط الأعظم نویسنده : ابن سيده جلد : 8 صفحه : 482