نام کتاب : المحكم والمحيط الأعظم نویسنده : ابن سيده جلد : 7 صفحه : 74
ثنتان ، فقالوا : كَيْتَ
، فكما أن الهاء فى
كيَّة عَلم تأنيث كذلك الصيغة فى كيت عَلَم تأنيث. وفى كَيْتَ ثلاث لغات : منهم من يبنيها على الفتح فيقول : كَيْتَ «ومنهم
من يبنيها على الكسر فيقول : كَيْتِ» ومنهم من يبنيها على الضمّ فيقول : كيتُ فأمَّا كيَّة فليس فيها مع الهاء إلا البناءُ على الفتح.
فإن قلت : فما تنكر أن تكون التاء فى كيت منقلبة عن واو بمنزلة تاء أخت وبنت ،
ويكون على هذا أصل كيَّة : كَيْوة ، ثم اجتمعت الياء والواو ، وسبقت الياء
بالسكون فقُلِبت الواو ياء ، وأدغمت الياء فى الياء كما قالوا : سيّد وميّت ،
وأصلهما : سَيْود ومَيْوِت؟؟ فالجوابُ أن كيَّة يجوز أن يكون أصلها : كَيْوة ، من
قِبَل أنك لو قضيتَ بذلك لأجزت ما لم «يأت مثله» من كلام العرب ؛ لأنه ليس فى
كلامهم «لفظة عينُ فعلها ياء ولام فعلها واو ؛ ألا ترى أن سيبويه قال : ليس فى
الكلام» مثل حَيَوْت ، فأما ما أجازه أبو عثمان فى الحيوان : من أن تكون واوه غير
منقلبة «عن الياء ، وخالف فيه الخليل ، وأن تكون واوه أصلا غير منقلبة» فمردود
عليه عند جميع النحويّين ؛ لادّعائه ما لا دليل عليه ولا نظير له وما هو مخالف
لمذهب الجمهور.
وكذلك قولهم :
فى اسم رَجاء بن حَيْوة : إنما الواو فيه بدل من ياء ، وحَسَّنَ البدلَ فيه ـ
وصحَّة الواو أيضا بعد ياء ساكنة ـ كونه عَلماً والأعلام قد يحتمل فيها ما لا
يحتمل فى غيرها ، وذلك من وجهين : أحدهما الصِّيغة ، والآخر الإعراب ، أمَّا
الصيغة فنحو قولهم : مَوْظَب ومَوْرَق وتَهْلَل ومَحْبَب ومكْوَزَة ومَزْيَد
ومَوْأَلَة ، فيمن أخذه من وأل ، ومعدِى كرب وأمَّا الإعراب فنحو قولك فى الحكاية
لمن قال : مررت بزيد : مَن زيْدٍ؟ ولمن قال : ضربت أبا بكر : من أبا بكر؟ ؛ لأن
الكُنَى تجرى مجرى الأعلام ، فكذلك صحَّت حَيْوَة ، بعد قلب لامها واواً وأصلها :
حيّة ، كما أصل حيوان : حييان وهذا أيضا إبدال الياء من الواو لامين ، قال : ولم
أعلمها أبدلت منها عينين.