نام کتاب : المحكم والمحيط الأعظم نویسنده : ابن سيده جلد : 2 صفحه : 287
* وتَصْغِيرُ العَشِىّ عُشَيْشِيانٌ على غير القياسِ.
* ولقيته عُشَيْشِيَةً وعُشَيْشِياتٍ
وعُشَيْشيانات وعُشَيَّاناتٍ ، كلُّ ذلك نادِرٌ وحُكَى عن ثعلبٍ أتيتُه عُشَيْشَةً وعُشَيْشِيانا وعُشَيِّيَانا ، فأما ما أنشده ابنُ الأعرابىّ من قوله :
هَيْفاءُ
عَجْزَاءُ خَرِيدٌ بالعَشِى
تَضْحك عنْ
ذى أُشُرٍ عَذبٍ نَقِىِ
فإنه أرَاد :
باللَّيلِ ، فإمَّا أن يكون سمَّى الليلَ عَشِيّا لمكان العِشاءِ الذى هو الظُّلْمَةُ ، وإمَّا أن يكون وضع العَشِىَ موضع الليْلِ لقربه منه. من حيث كان العشىُ آخِرَ النهارِ ، وآخِرُ النهارِ متصِلٌ بأوّل الليلِ ،
وإنما أراد الشاعرُ أن يُبالغ بِتَخَرُّدها واسْتِحْيائها ، لأن الليلَ قد يُعْدَم
فيه الرُّقَباءُ والجُلَساءُ وأكثرُ من يُسْتَحْيا منه. يقول فإذا كان ذلك مَعَ
عَدَمِ هؤلاءِ فما ظَنُّكَ بِتَخرُّدِها نَهارًا إذا حَضَروا ، وقد يجُوز أن يَعْنِىَ
به استحياءَها عند المباعلة ، لأن المبَاعَلَةَ أكثرُ ما تكون ليْلاً.