وقد يُكْنى بالإيناعِ عن إدْرَاكِ المَشْوِىِّ والمَطبوخ ومنه
قوْل أبى سمَّالٍ
للنَّجاشِىِّ : هل لك فى رُءُوس جُذْعانٍ فى كَرِشٍ من أوَّل اللَّيْلِ إلى آخرِه
، قد أيْنَعَتْ وتَهَرَّأتْ؟ ـ وكان ذلك فى رمضان. قال له النجاشى : أفى
رَمَضان؟ قال له أبو السمَّال : ما شَوَّالٌ ورَمَضانُ إلَّا وَاحِدٌ أو قَال :
نَعَمْ. قال فما تَسْقِينى عليها؟ قال : شَرَابا كالوَرْسِ يُطَيِّبُ النَّفْسَ ،
يُكْثِرُ الطِّرْقَ ؛ ويُدِرُّ فى العِرْقِ يَشُدُّ العِظام ، ويُسَهّلُ للفَدمِ
الكلام ، قال : فَثَنى رِجْلَهُ. فلما أكَلا وشَرِبا أخذ فيهما بالشَّرابُ
فارتفَعَتْ أصْوَاتُهُما فَنَذِرَ بهما بعضُ الجِيرَان فأتى علىَّ بنَ أبى طالبٍ
رَضِىَ اللهُ عنه فقال : هل لك فى النَّجاشِىّ وأبى سَمَّالٍ سَكْرَانَينِ من
الخمرِ؟ فبعث إليهما علىّ فأمَّا أبو سَمّالٍ فَسَقَط إلى جيرانٍ له ، وأمَّا
النجاشِىُّ فأُخِذَ فأُتِىَ به علىُّ بن أبى طالب رَضِىَ اللهُ عنهُ ، فقال : أفى
رَمَضانَ وصِبْياننا صِيَامٌ؟ فأمَر به فَجُلِدَ ثمانينَ ، وزاده عشرين ، فقال :
أبا حسَنٍ ما هذه العِلاوَةُ؟ فقال : لجُرْأتِك على الله. قال : فجعل أهلُ الكوفةِ
يقولون : ضَرَطَ النجاشىُّ. فقال : كلَّا إنها ثمانيةٌ وَوِكاؤُها شَهْرٌ. كل ذلك
حكاه ابنُ الأعرابىّ.
وأما قول
الحجَّاجِ : إنى لأرَى رءُوسًا قد
أيْنَعَتْ وحانَ
قِطافُها. فإنما أراد : قَدْ قَرُبَ حِمامُها وحانَ صِرامُها أو قِطافُها كما
يُقْطَفُ العِنَبُ.
* وقالوا :
أحمَرُ يانعٌ : كقانِئٍ.
[١] البيت بلا نسبة
فى لسان العرب ( ينع ) ؛ وتاج العروس ( ينع ).
[٢]شطر البيت لعمرو
بن معد يكرب فى ديوانه ص ١٤٢ ؛ ولسان العرب ( ينع ) ؛ وأساس البلاغة ( ينع ) ؛
وتاج العروس ( ينع ) ؛ وبلا نسبة فى المخصص ( ١١ / ٨ ) ؛ والبيت كاملاً :
كأن على عوارضهن راحا
يقض رمان ينيع
(٣) البيت لأبى حيّة النميرى
فى ديوانه ص ٥٣ ؛ ولسان العرب ( ينع ).
نام کتاب : المحكم والمحيط الأعظم نویسنده : ابن سيده جلد : 2 صفحه : 256