نام کتاب : المحكم والمحيط الأعظم نویسنده : ابن سيده جلد : 2 صفحه : 220
* وعَسَيْتُ أنْ أفعلَ كذا وعَسِيتُ
: قارَبتُ ، والأُولى
أعْلى. قال سيبويه : لا يقال عَسَيْت الفِعْلَ ولا عَسَيْتُ لِلْفِعْلِ. قال :
اعْلمْ أنهم لا يستعملون عَسَى
فِعْلُكَ ،
استَغْنَوْا بأن تَفعلَ عن ذلك. كما استغنى أكثرُ العربِ بِعَسَى عَنْ أنْ يقولوا
: عَسَيا وعَسَوْا ، وَبِلَوْ أنَّهُ ذاهِبٌ عَنْ لَوْ ذَهابُه. ومع هذا إنَّهم لم
يستعملوا الاسم الذى فى موضعه يَفْعَلُ فى عسَى
وكادَ ، يَعْنِى أنهم
لا يقولون : عَسَى فاعلا ولا كاد فاعِلاً ، فنَرى هذا من كلامِهِم
للاستغناءِ بالشىءِ عن الشىءِ. وقال سيبويهِ : عسى
أن تَفْعَل كقولك دَنا
أن تَفْعَل. وقالوا : عسى
الغُوَيْرُ أبْؤُسا ،
أىْ كان الغُوَيْرُ أبْؤسا حكاه سيبويه.
* وعسى فى القرآن من اللهِ جلَّ ثناؤه واجبٌ كَقوْلِهِ ( فَعَسَى اللهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ ) [ المائدة : ٥٢ ] وقَدْ أتى اللهُ بهِ. وقال : عسى : كلمةٌ تكون لِلشكّ واليقينِ. قال :
* وما أعْساه وأعْسِ به وأعْسِ بأنْ يَفْعَلَ. وعلى هذا وجَّه الفارِسِىُّ
قِرَاءةَ نافِعٍ فهَل عَسِيتمُ
[ محمد : ٢٢ ] قال :
لأنهم قد قالوا : هو
عَسٍ بذلك ، وما أعْساهُ وأعْسِ به فقوله عَسٍ يقُوّى عَسِيتُمُ
ألا ترى أنَّ عَسٍ
كحَرٍ وشجٍ وقد جاء فَعَلَ وفَعِلَ فى نحو وَرَى الزَّنْدُ وَوَرِىَ فكذلك عَسِيتم وَعَسَيْتُم. فإن أسْنَدَ الفِعلُ إلى ظاهِرٍ فَقِيَاسُ عَسِيتُمُ أنْ يقولَ فيه عَسِىَ
زيدٌ مثل رَضِىَ ، وإن
لم يقُلْه فسائغٌ له أن يأخُذَ باللغتينِ فيستعملَ إحداهما فى موضعٍ دونَ الأخرى
كما فَعَل ذلك فى غيرها ، وحكى اللحيانىُّ عن الكِسائى : بِالعَسَى أنْ يَفْعَل ،
قال : ولم أسمَعْهم يُصَرّفونها مُصرَّف أخَوَاتِها. يعنى بأخواتها حَرَى
وبالحَرَى وما شاكلها.
* وهذا الأمرُ مَعْساةٌ منه أى مَخْلَقَة. وإنه لمعساةٌ أنْ يفعل ، يكونُ للمذكر والمؤنَّث والاثنين والجمع
بلفظٍ واحدٍ.
* وعَسَى بمنزلة كانَ لم تُسْتَعْمَلْ إلا فى المثل السائر وهو
قولهم : « عَسَى الغُوَيْرُ أبْؤُسا » حكاه سيبويه.