فإنه أراد يَنْبَعَ فأشبع فتحةَ الباءِ فنشأتْ بعدَها ألِفٌ. فإن سَأل سائلٌ
فقال : إذا كان يَنْباعُ إنما هو إشباعُ فتحةِ باء
ينبَعُ ، فما تقولُ فى
يَنْباعُ هذه اللفظة إذا سَمَّيْتَ بها رَجُلاً؟ أتَصْرِفُه
مَعْرِفَةً أم لا؟ فالجَوابُ أن سبيله ألَّا يُصْرَف معرفةً وذلك أنَّه وإن كان
أصلُهُ يَنْبَعُ فَنُقِلَ إلى يَنْباعُ
فإنه بعد النَّقْل قد
أشبهَ مثالاً آخرَ من الفِعْل وهو يَنْفَعِلُ مِثل يَنْقادُ ويَنحازُ ، فكما أنك
لو سمَّيت رجلاً ينقادُ أو ينحازُ لما صَرَفْتَه فكذلك يَنْباعُ وإن كان قد فقد لفظ
يَنْبَعُ وهو يَفْعَلُ
فقد صار إلى يَنْباع الذى هو وزن يَنْحاز. فإن قلتَ : إنَ يَنْباعُ يَفْعالُ ويَنْحازُ يَنْفَعل ، وأصْلُه يَنحَوِزُ ، فكيف
يجوز أنْ يُشَبَّهُ ألفُ يَفْعال بعَين يَنْفَعِل؟ فالجواب أنَّا إنما شبَّهناه
بها تشبيها لفظيا فساغ لنا ذلك ، ولم نشبِّهْه شَبَها مَعْنَوِيا فَيَفْسُدَ علينا
ذلك ، على أن الأصمعى قد ذهب فى يَنْباعُ
إلى أنه يَنْفَعِل
وقال : يُقال انْباع الشَّجاعُ يَنْباعُ
انْبِياعا : إذا تحرَّك
من الصَّفّ ماضيًا فهذا يَنْفَعِل لا محالةَ لأجل ماضيهِ ومصْدَره لأن انباعَ لا يكون إلَّا انْفَعَل والانْبِياعُ
لا يكون إلا
انْفِعالاً ، أنشد الأصمعىُّ :