responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الكليات نویسنده : الكفوي، أَبُو البَقاء    جلد : 1  صفحه : 619
هُوَ الْمُخْتَار بَين الْجَبْر وَالْقدر، وَهُوَ أَن الْعقل آلَة عاجزة والمعرف والموجب بِالْحَقِيقَةِ هُوَ الله تَعَالَى، لَكِن بِوَاسِطَة الرَّسُول، وَفَائِدَة الِاخْتِلَاف إِنَّمَا تظهر فِي الصَّبِي للعاقل أَنه إِن لم يعْتَقد الشّرك وَالْإِيمَان لَا يكون مَعْذُورًا عِنْد الْمُعْتَزلَة كَالْبَالِغِ، وَعند الْأَشْعَرِيّ يكون مَعْذُورًا كَالْبَالِغِ، وَعِنْدنَا: إِن لم يعْتَقد الشّرك يكون مَعْذُورًا، وَإِن اعتقده لَا يكون مَعْذُورًا
(وَالْعقل لَا مدْخل لَهُ فِي الْأَحْكَام الْخَمْسَة وَمَا ينتمي إِلَيْهَا من السَّبَبِيَّة والشرطية، وَهُوَ الحكم الوضعي عِنْد الأشاعرة لابتنائه على قَاعِدَة الْحسن والقبح العقليين)
والعقول مُتَفَاوِتَة بِحَسب فطْرَة الله الَّتِي فطر النَّاس عَلَيْهَا بِاتِّفَاق الْعُقَلَاء للْقطع بِأَن عقل نَبينَا لَيْسَ مثل عقول سَائِر الْأَنْبِيَاء قَالَ بَعضهم: عقل ابْن سينا فائق بِكَثِير من سَائِر الْعُقُول يحْكى أَنه كَانَ يَأْكُل الْملح بحفنتين فِي كل صباح وَمَسَاء
وَمَا لم يكن بَينه وَبَين الْوَاجِب وَاسِطَة فَهُوَ الْعقل الْكُلِّي، وَإِن فَإِن كَانَ مبدأ للحوادث العنصرية فَهُوَ الْعقل الفعال، وَإِلَّا فَهُوَ الْعقل الْمُتَوَسّط
وَالْعقل الهيولاني: هُوَ الاستعداد الْمَحْض لإدراك المعقولات كَمَا للأطفال
وَالْعقل بالملكة: هُوَ الْعلم بالضروريات
واستعداد النَّفس بذلك لِاكْتِسَابِ النظريات مِنْهَا
وَهُوَ منَاط التَّكْلِيف
وَالْعقل بِالْفِعْلِ: هُوَ ملكة استنباط النظريات من الضروريات
وَالْعقل الْمُسْتَفَاد: هُوَ أَن يحضر عِنْده النظريات الَّتِي أدْركهَا بِحَيْثُ لَا تغيب عَنهُ
[وَفِي " الْكَشْف الْكَبِير ": إِن فِي الْإِنْسَان فِي أول أمره اسْتِعْدَادًا لِأَن يُوجد فِيهِ الْعقل والتوجه نَحْو المدركات، فَهَذَا الاستعداد يُسمى عقلا بِالْقُوَّةِ وعقلا عزيزيا، ثمَّ يحدث الْعقل فِيهِ شَيْئا فَشَيْئًا إِلَى أَن يبلغ الْكَمَال، وَيُسمى هَذَا عقلا مستفادا، وَمَا قَالَه الفلاسفة من التَّقْسِيم لم يثبت عَن دَلِيل كَمَا فِي " التَّجْرِيد "
ثمَّ الإدراكات كلهَا جزئيا كَانَ أم كليا، والتأليف بَين الْمعَانِي والصور مستندة إِلَى الْعقل على الْأُصُول الإسلامية، وهم لَا يثبتون الْحَواس الْبَاطِنَة الَّتِي أثبتها الفلاسفة
وَوُجُود الْعقل الفعال وَكَونه عِلّة للنفوس وَغير قَابل للْفَسَاد غير مُسلم عندنَا]
وَاخْتلف فِي مَحل الْعقل فَذهب أَبُو حنيفَة وَجَمَاعَة من الْأَطِبَّاء إِلَى أَن مَحل الْعقل الدِّمَاغ وَذهب الشَّافِعِي وَأكْثر الْمُتَكَلِّمين إِلَى أَن مَحَله الْقلب، وَهُوَ مستعد لِأَن تنجلي فِيهِ حَقِيقَة الْحق فِي الْأَشْيَاء كلهَا وَقيل مُشْتَرك بَينهمَا
(وَرُوِيَ عَن عَليّ رَضِي الله عَنهُ أَنه قَالَ: الْعقل فِي الْقلب، وَالرَّحْمَة فِي الكبد، والرأفة فِي الطحال، وَالنَّفس فِي الرئة قيل: تنزل الْمعَانِي الروحانيات أَولا إِلَى الرّوح، ثمَّ تنْتَقل مِنْهُ إِلَى الْقلب، ثمَّ تصعد إِلَى الدِّمَاغ، فينتقش بهَا لوح المتخيلة)
وَمن أَسمَاء الْعقل: اللب لِأَنَّهُ صفوة الرب وخلاصته

نام کتاب : الكليات نویسنده : الكفوي، أَبُو البَقاء    جلد : 1  صفحه : 619
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست