نام کتاب : القاموس الفقهي نویسنده : سعدي أبو حبيب جلد : 1 صفحه : 8
ما في حناياها من حلال وحرام . وأمر ونهي بعثوا في الكلمة العربية روحا جديدا يلائم البحث الفقهي ، ومعاني لم تكن تحملها الحروف أيام الجاهلية . . فعلوا ذلك ، مع ما هم عليه من معرفة بالعربية ، وعلومها ، وآدابها . . . وحسبك أن تذكر محمد بن الحسن الشيباني ، والشافعي ، وابن حزم وقبيلا كريما من الأئمة حتى تدرك القدح المعلى الذي حازه الفقهاء في ميدان اللغة العربية . وكان من تلك المعاني ما يعد اصطلاحا بين الفقهاء على اختلاف مذاهبهم . ومنها ما يختص بمذهب دون سواه . لذلك لابد أن يكون المسلم عارفا بها ، وملتزما بحدودها ، أيا كان المذهب الذي يأخذ به ، وأن يوليها مكان الصدارة ، ويحيطها بالتكريم ، ما دامت أحكام النصوص الشرعية لا يمكن أن تطبق مستقلة عن الفقه . وشرف الفرع لا يكون إلا من شرف الأصل ، وقدسيته . كل هذا ، وذاك أغنى اللغة العربية ، وجعلها جياشة بالخير ، والحياة ، والجود ، لا ينضب معينها أبد الدهر ، ولا يبلى ما وهبها الله سبحانه من رونق ، وسحر . فهي بحق لغة الانسانية لو عمل أبناؤها على رعايتها ، وجعلوا لها من ضميرهم وفكرهم عرشا مقدسا يحمونه من غوائل الأعداء . كان كل ما تقدم نصب عيني حين بدأت بالدراسة ، والاعداد لهذا الكتاب الذي بين يديك ، أخي الحبيب ، ولذلك فقد فزعت إلى أوثق مصادر اللغة ، وإلى أوثق مصادر الفقه الاسلامي في جميع مذاهبه ، أقطف من خيرها يسر الله سبحانه . . . وكنت بعيدا عن العصبية المذهبية التي لوت شوكة الأمة ، وأوهت صرح مجدها . هو جهد المقل ، ولو لم يكن له نظير في لغة العرب ، يدخره المؤلف ليوم الدين ، راجيا من أخيه دعوة في ظهر الغيب خالصة له ، ولأهله ، ولأساتذته ، وللمسلمين . فإن حاز شيئا من النجاح فبفضل الله جل جلاله ، وإلا فمن النفس التي يدل عجزها عن بلوغ الكمال على كمال الله العظيم . ربيع الأنور 1397 ه دمشق . آذار 1977 م
نام کتاب : القاموس الفقهي نویسنده : سعدي أبو حبيب جلد : 1 صفحه : 8